توالت ردود الأفعال الدولية بشأن الهجوم الإيراني على إسرائيل بعشرات الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها طهران، في وقت متأخر من مساء السبت 13 أبريل/نيسان 2024، حيث دعت دول إلى تجنب التصعيد في المنطقة، وحذرت أخرى من حرب عالمية ثالثة، فيما نددت دول بالهجوم الإيراني.
يأتي ذلك بعد أن قال التلفزيون الإيراني، السبت، إن الحرس الثوري بدأ عملية جوية بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد أهداف في إسرائيل، وتحدث جيش الاحتلال، الأحد 14 أبريل/نيسان، عن رصد عشرات المسيرات والصواريخ الباليستية، ومن نوع كروز، أطلقتها إيران ضد مدن إسرائيلية.
دعوات لضبط النفس
فقد دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، الأحد، جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس، في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل رداً على استهداف مقر بعثتها الدبلوماسية بالعاصمة السورية دمشق.
قال البديوي، في بيان، إن مجلس التعاون "يشدد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط".
كما أضاف المسؤول الخليجي أنه "يدعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها".
فيما أكد على "ضرورة بذل كافة الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها".
حيث شدد في هذا الصدد على "دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار، لتفادي أية تداعيات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد، وحث جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي".
من جهتها، دعت قطر جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وقالت في بيان لخارجيتها، إنها "تعرب عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
فيما حثت "المجتمع الدولي على التحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة". وجددت قطر التزامها بـ"دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
إدانة الهجوم الإيراني على إسرائيل
فيما أدان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، "الهجوم الإيراني على إسرائيل". وكتب سيجورنيه، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، ليل السبت/الأحد، أن بلاده تدين بأشد العبارات الهجوم الموسع الذي شنته إيران على إسرائيل.
كما أضاف: "من خلال اتخاذ مثل هذا الإجراء غير المسبوق، تتخذ إيران خطوة جديدة في أعمالها المزعزعة للاستقرار، وتخاطر بالتصعيد العسكري"، حسب المصدر نفسه.
في أمريكا الجنوبية، حذر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، السبت، من "حرب عالمية ثالثة" بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.
في منشور على منصة إكس قال بيترو: "كان الأمر متوقعاً، نحن الآن في مقدمة الحرب العالمية الثالثة، في الوقت الذي يتعين فيه على البشرية إعادة بناء اقتصادها، نحو الهدف السريع المتمثل في إزالة الكربون".
متهماً الولايات المتحدة بتأجيج الصراع، أضاف الرئيس الكولومبي أن "دعم الولايات المتحدة، عملياً، للإبادة الجماعية، أشعل العالم". ودعا الأمم المتحدة إلى اجتماع عاجل في هذا الإطار، مضيفاً أن الجميع يعرف كيف تبدأ الحروب، لكن لا أحد يعرف كيف ستنتهي.
معرباً عن أمله في وقف الحرب قال بيترو: "لو أن شعب إسرائيل كان عالياً بما فيه الكفاية مثل أسلافه، ليوقف جنون حاكمه"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تزايد الصراعات في الشرق الأسوط
بدوره، أعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الأحد، عن أمله في عدم تزايد الصراعات في الشرق الأوسط. وعلق أوبرادور على الهجوم الإيراني على إسرائيل، رداً على قصف الأخيرة بعثتها الدبلوماسية في دمشق.
حيث قال في منشور على منصة "إكس": "نأمل ألا تتزايد الصراعات في الشرق الأوسط، الحرب غير عقلانية، ومرادفة للمعاناة والموت، إنها لا تفيد أحداً، ولا حتى المنادين بها". ودعا الرئيس المكسيكي إلى دعم السلام والأخوة العالمية.
يأتي ذلك بينما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر بيان، انتهاء الرد الإيراني، فيما فوض المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس باتخاذ قرارات الرد على الهجوم الإيراني.
فيما يأتي الهجوم الإيراني على إسرائيل، وهو الأول من نوعه الذي تنفذه طهران من أراضيها وليس عبر الحلفاء، انتقاماً من تعرّض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل/نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.