قالت صحيفة "غلوبس" Globes الإسرائيلية، السبت 13 أبريل/نيسان 2024، إن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) حاول تنفيذ 3 هجمات على القوات الجوية الإيرانية في شهري أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني، وقد تمكن في إحدى هذه الهجمات من استهداف طائرات مقاتلة إيرانية في قاعدة "نوجه" الجوية في محافظة همدان الإيرانية.
جاء الكشف عن هذه المعلومات بعد موافقة الرقابة العسكرية الإسرائيلية على طلب صحيفة "غلوبس" بنشرِ ما أورده بابَك تقوابي، وهو صحفي وكاتب ذو أصول إيرانية، ومتخصص في شؤون الطيران العسكري، في تقرير نشره في دورية Combat Aircraft الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية.
وقال تقوابي إن الموساد الإسرائيلي أشرف بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على تنفيذ 3 هجمات على القوات الجوية الإيرانية، ونجح في استهداف مقاتلات إيرانية في إحداها.
قاعدة "نوجه"
ونقلت "غلوبس" عن دورية Combat Aircraft الأمريكية أن إحدى هذه الهجمات وقعت في الساعة الثانية من صباح 25 أكتوبر/تشرين الأول على قاعدة "نوجه" الجوية الواقعة في غرب محافظة همدان، وقد نفَّذ العملية فتيان متخصصان في طائرات "فانتوم" المقاتلة بمساعدة ضابط معلومات أمني في القاعدة الإيرانية.
وبحسب الدورية، فقد تمكن الفتيان من الوصول إلى 4 طائرات إيرانية، وسكب الوقود على الطائرات ومن حولها، ثم أشعلا النار. وزعم التقرير أنه بسبب قلة النشاط ليلاً في القاعدة، فإن محطات الإطفاء القريبة كانت مغلقة، ولم تصل فرق الإطفاء إلى القاعدة إلا بعد نصف ساعة من اشتعال النيران، ولذلك تدمرت إحدى الطائرات تدميراً كاملاً، ولحقت أضرار بالغة بطائرة ثانية، وأُصيبت طائرتان بأضرار في أجهزة الهبوط والإطارات.
وأشار التقرير الاستخباراتي إلى أن جهاز مكافحة التجسس التابع للجيش الإيراني، تمكَّن بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى تابعة للنظام، من تعقب منفذي الهجوم الثلاثة، واعتقالهم في همدان. وذلك بعد أن تعرفت الأجهزة الأمنية عليهم أثناء تلاعبهم بكاميرات المراقبة قبل الواقعة.
وبحسب التقرير، فإن السلطات الإيرانية اعتقلت في سياق التحقيق قائد إدارة مكافحة التجسس في القاعدة، العقيد هاشم مرادي، بعد أن أمر في يوم الهجوم جميع طياري "السرب المقاتل 31″ و"سرب الاستخبارات الجوية 31" بتسليمِ هواتفهم المحمولة له ولضباطه. وقد أدت هذه الخطوة إلى اعتقاله في 30 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أنه أطلق سراحه خلال يومين فقط.
محاولة تسلل
وزعم التقرير المنشور في دورية Combat Aircraft أن الهجوم على قاعدة "نوجه" في همدان أعقبه بعد 4 أيام محاولة تسلل لقاعدة "ديزفول فهدتي" الجوية في خوزستان، ومحاولة تسلل أخرى للهجوم على قاعدة "بوشهر" (الشهيد ياسيني) الجوية في محافظة بوشهر جنوب إيران.
وقال التقرير إن الأجهزة الأمنية الإيرانية تمكنت من القبض على مخططي هجوم ديزفول، وأجهضت الشرطة العسكرية محاولة التسلل في بوشهر بإطلاق النار على المنفذين، الذين لم يكونوا من العاملين بالقواعد الجوية، وإنما إيرانيون جنَّدهم الموساد، وقد قُتلوا أثناء محاولة اختراقهم سياج القاعدة.
وذهبت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن إسرائيل أرادت بهذه الهجمات -بقطع النظر عن نجاحها أو إخفاقها- تحذير النظام الإيراني من مغبة الانخراط في الحرب على غزة، وإرسال رسالة رادعة له عن استخدام الميليشيات المتحالفة معه في سوريا والعراق واليمن في حرب "متعددة الساحات"، إلى جانب حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.