تعرض مئات النازحين الفلسطينيين، الأحد 14 أبريل/نيسان 2024، لقصف مدفعي إسرائيلي في أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم شمال قطاع غزة، الذي يصرُّ جيش الاحتلال الإسرائيلي على منع عودة السكان إليه، معتبراً أنه "منطقة حرب".
وأفادت "الأناضول" بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف المئات من النازحين الفلسطينيين خلال محاولات عودتهم إلى شمال قطاع غزة، دون أنباء أولية عن إصابات.
في حين قالت مصادر طبية لـ"الأناضول"، إن فلسطينية استشهدت وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف نازحين خلال محاولتهم العودة إلى شمال غزة عبر شارع "الرشيد" الساحلي.
الاحتلال يرفض عودة الفلسطينيين الى شمال غزة
في وقت سابقٍ الأحد، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن "الأنباء عن سماح قوات الجيش الإسرائيلي بعودة السكان الفلسطينيين إلى منطقة شمال قطاع غزة، هي إشاعات كاذبة وعارية عن الصحة تماماً"، وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يسمح بعودة السكان لا عن طريق صلاح الدين (شرق) ولا عن طريق شارع الرشيد (غرب)".
وحذَّر أدرعي الفلسطينيين من الاقتراب من القوات الإسرائيلية العاملة بشمال القطاع. وختم بقوله: "منطقة شمال القطاع لا تزال منطقة حرب، ولن نسمح بالعودة اليها".
بدورها أفادت "الأناضول"، نقلاً عن شهود عيان، بأن المئات من الفلسطينيين يحاولون العودة إلى شمال غزة عن طريق جسر وادي غزة على شارع الرشيد، ونجح عدد قليل جداً منهم، جمعيهم نساء وأطفال، في الوصول إلى شمال القطاع.
وأكد شهود كانوا ضمن الذين حاولوا العودة للشمال، أن الجيش الإسرائيلي طلب منهم العودة إلى الجنوب وأطلق النار والقنابل الدخانية تجاههم؛ لمنعهم من استكمال الطريق والوصول إلى الشمال.
ورغم ذلك لا تزال العائلات توجد على جسر وادي غزة وعلى شاطئ البحر بتلك المنطقة؛ في محاولة منها للعودة إلى المناطق التي نزحوا منها.
وتصر حركة "حماس"، في مفاوضات الهدنة، على عودة النازحين، إلى شمال القطاع، باعتبارها شرطاً أساسياً ضمن شروط أخرى لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، وصولاً إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ارتفاع حصيلة شهداء غزة
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "33 ألفاً و729 شهيداً، و76 ألفاً و371 إصابة". جاء ذلك في تقريرها الإحصائي اليومي لضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم الـ191 على قطاع غزة.
وقالت الوزارة: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 43 شهيداً و62 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية".
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى "33729 شهيداً و76371 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي". وأضافت: "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
اجتياح رفح
من جانبه طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، بـ"اجتياح رفح، وفرض السيطرة على قطاع غزة بالكامل"، رغم التحذيرات الدولية من تنفيذ عملية عسكرية في المدينة المكتظة بآلاف النازحين.
جاء ذلك في منشور لسموتريتش على منصة "إكس"، بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنَّ رد حركة "حماس" على مقترحات الوسطاء بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى كان "سلبياً".
وقال سموتريتس، وهو رئيس حزب "الصهيونية الدينية": "التخلي عن الخطوط الحمراء الإسرائيلية وملاحقة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق، لن يؤديا إلا إلى إبعاد فرصة إعادة الجميع (المحتجزين) إلى ديارهم".
وأضاف: "حان الوقت لتعلُّم الدروس، وتغيير الاتجاه والتوجه إلى رفح الآن، واستعادة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة بالكامل".
وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها براً، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوبي القطاع.
بدوره، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في منشور على "إكس"، أن تل أبيب "ملزمة بالعمل على إعادة 133 مختطَفاً إلى منازلهم، في أسرع وقت ممكن".
وصباح الأحد، اعتبر مكتب نتنياهو، أن حماس ردَّت بشكل "سلبي" على الخطوط العريضة التي قدمها لها الوسطاء، حول مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي تسلمته قبل أيام .
وقال المكتب في بيان: "بعد مرور أكثر من أسبوع على اللقاء في القاهرة، ردت حماس سلباً على الخطوط العريضة التي قدمها لها الوسطاء".
وأضاف أنَّ "رفض اقتراح الوسطاء الثلاثة، الذي تضمَّن مساحة كبيرة جداً من المرونة من جانب إسرائيل (وفق ادعائه)، يثبت أن (رئيس حماس في غزة يحيى) السنوار لا يريد صفقة إنسانية وعودة المختطَفين (الإسرائيليين)، ويستمر في استغلال التوتر مع إيران والسعي إلى توحيد الساحات، وإحداث تصعيد شامل في المنطقة".
وتابع: "ستواصل إسرائيل بكل قوة، سعيها إلى تحقيق أهداف الحرب ضد حماس، وستبذل قصارى جهدها لإعادة المختطَفين الـ133 من غزة في أقرب وقت ممكن".
وجاء بيان مكتب نتنياهو في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات في إسرائيل؛ للمطالبة بعقد اتفاق لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة.
ولم يصدر تعقيب فوري من "حماس" بشأن بيان مكتب نتنياهو، لكنها قالت، السبت، إنها سلمت ردها إلى مصر وقطر حول مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف فوري إطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية". وخلفت الحرب إضافة إلى الخسائر البشرية دماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.