أعلنت حركة حماس، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2024، أن أعمال البحث المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومحطيه كشفت "فظائع" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه، في الوقت الذي أعلن فيه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني أنه انتشل جثة أكثر من 400 شهيد في خان يونس ومستشفى الشفاء.
ومطلع أبريل/نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من مجمع الشفاء بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وعشرات الجثث.
انتهكت كافة القوانين والمعاهدات
في بيان لها، قالت حركة حماس: "لا تزال أعمال البحث المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب جيش الاحتلال الفاشي منه؛ تكشف المزيد من الفظائع المرتكبة فيه".
كما أضافت: "إلى جانب تدمير وحرق المجمع وإخراجه بشكل كامل من الخدمة؛ انتشلت أطقم الدفاع المدني جثامين المئات من الشهداء من المجمّع ومحيطه، ممن دفنهم الاحتلال تحت الركام وأكوام الرمال، في محاولة منه لإخفاء جريمته بحق المستشفى ومن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين".
وأشارت إلى أن إسرائيل "انتهكت كافة القوانين والمعاهدات التي تحمي المدنيين والمستشفيات التي جعلتها هدفاً لجيشها المهزوم، على طريق سعيه الفاشل لتهجير شعبنا عبر تدمير كافة سبل الحياة في قطاع غزة".
كذلك، طالبت الحركة، المجتمع الدولي ومؤسساته بـ"العمل الجاد لملاحقة ومحاسبة هذا الكيان النازي، على كل جرائمه وانتهاكاته".
409 جثث
في وقت سابق الثلاثاء، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الثلاثاء، انتشال جثامين 409 قتلى من مدينة خان يونس جنوبي القطاع ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه غربي مدينة غزة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقتين.
المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، قال في بيان، إن المديرية العامة للدفاع المدني واصلت مهامها "في انتشال جثامين الشهداء من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، ومحافظة خان يونس، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة ومؤسسات دولية".
كما أضاف: "تم انتشال جثامين 409 شهداء حتى الآن منذ انسحاب قوات الاحتلال من كلتا المنطقتين ولا يزال العمل جارياً حتى اللحظة".
وناشد بصل، المجتمع الدولي والجهات ذات العلاقة، بالعمل على توفير وإدخال معدات وآليات مخصصة لأعمال الحفر للمساعدة في استخراج جثامين القتلى من تحت أنقاض المنازل المهدمة في غزة.
وأشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من المناشدات التي تتلقاها طواقم الدفاع المدني في غزة من المواطنين بفقدان أبنائهم خلال فترة تواجد قوات الاحتلال، سواء في منطقة مجمع الشفاء الطبي أو مدينة خان يونس، لافتاً إلى وجود عشرات الجثامين تحت الرمال وأنقاض المنازل المدمرة.
دمار هائل خلفه الاحتلال
والأحد 7 أبريل/نيسان 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي سحب قواته من مدينة خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه ووفق مزاعمه بالانسحاب، يكون قد خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
ورصد حجم دمار هائل خلفته القوات الإسرائيلية عقب انسحابها من خان يونس طال جميع مكونات الحياة، إضافة إلى العثور على العشرات من جثامين فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي ملقاة في الطرقات.
وكانت تلك المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.
وتشنّ إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية ودمار هائل، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".