اعتبر أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، الهجوم الإسرائيلي على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق قبل أيام حدثاً "مفصلياً له ما بعده"، مؤكداً أن ردّ طهران "آتٍ لا محالة"، وذلك في كلمة متلفزة تم بثها خلال احتفال حاشد نظمه الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية بمناسبة "يوم القدس العالمي".
وفي 1 أبريل/نيسان أعلنت إيران تعرّض القسم القنصلي في سفارتها بالعاصمة السورية لهجوم صاروخي إسرائيلي، فيما أفاد الحرس الثوري الإيراني بمقتل 7 من أعضائه، بينهم القيادي البارز، محمد رضا زاهدي.
وبينما نفى الجيش الإسرائيلي استهداف مبنى السفارة الإيرانية، زعم أنه قصف مبنى مجاوراً لها "كان بمثابة المقر العسكري للحرس الثوري".
"حدث مفصلي"
متطرقاً إلى الهجوم الإسرائيلي على القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية بدمشق، قال نصر الله إن الهجوم حدث "مفصلي" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متوقعاً أن يكون "له ما بعده".
كما أضاف: "نستطيع أن نستنتج من كلام (المرشد الإيراني الأعلى) علي خامنئي أن الرد الإيراني على هذا الهجوم آت لا محالة".
في هذا الصدد، لفت نصر الله إلى أن "كيان العدو (إسرائيل) بدأ باتخاذ تدابير خوفاً من الرد الإيراني".
كذلك، طلب نصر الله من مناصريه ألا يستعجلوا الرد الإيراني، موضحاً أن "توقيته ومكانه وحجمه هو في يد القادة الإيرانيين".
المقاومة في لبنان لا تخشى الحرب
نصر الله رد في كلمته المتلفزة أيضاً على التهديدات المتكررة من سياسيين إسرائيليين بشن حرب شاملة على لبنان حال وسّع الحزب هجماته ضد إسرائيل.
وصرح بأن "المقاومة في لبنان، لا تخشى حرباً ولا تخاف، وإنما أدارت معركتها حتى الآن ضمن رؤية واستراتيجية".
كما أكد أن "المقاومة في لبنان على أتم الاستعداد والجهوزية معنوياً ونفسياً وعسكرياً وبشرياً لأي حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان".
بهذا الخصوص، حذّر نصر الله إسرائيل من أن حزب الله لم يستخدم بعد "سلاحه الأساسي"، دون الكشف عن طبيعة هذا السلاح.
وقل مخاطباً الإسرائيليين: "إذا أرادوا الحرب نقول لهم: يا هلا ويا مرحباً"، معتبراً أن "المعركة في جنوب لبنان، التي نقدّم فيها خيرة شبابنا، منطلقها أخلاقي جهادي إخلاصي ولن نتردّد فيها".
مأزق نتنياهو
في المناسبة نفسها، تطرّق نصر الله إلى ما اعتبره مأزقاً وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه فيه بشن حرب شاملة على قطاع غزة، وهجمات على لبنان.
وقال: "بعد 6 أشهر (من بدء الحرب على غزة) عجز نتنياهو عن القضاء على حركة حماس، أو استعادة الأسرى (المحتجزين في القطاع) إلا بالمفاوضات".
واعتبر أن نتنياهو وحكومته لا يمتلكان "تصوراً لليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة".
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
يُذكر أن "يوم القدس العالمي" هو فعالية تنظمها "اللجنة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي" (منظمة غير حكومية مقرها طهران) في الأسبوع الأخير من شهر رمضان في كل عام؛ بهدف تسليط الضوء على قضية القدس والاحتلال الإسرائيلي لها وانتهاكاته بحق المسجد الأقصى المبارك.