قالت محكمة العدل الدولية، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، إن كولومبيا تطلب التدخل بصفتها طرفاً في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لوقف "الإبادة الجماعية" في غزة، فيما تبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قراراً يدعو إلى محاسبة إسرائيل على "جرائم" بحق الفلسطينيين في القطاع.
في بيان لها، ذكرت المحكمة أن كولومبيا "قدمت بموجب المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة طلباً للتدخل في الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا على إسرائيل، والخاصة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة عام 1984".
كما وجهت المحكمة، بحسب البيان، بموجب المادة 83 من لائحة المحكمة، لجنوب أفريقيا وإسرائيل دعوة لتقديم ملاحظة مكتوبة تتعلق بإعلان كولومبيا التدخل في القضية.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 رفعت جنوب أفريقيا قضية ضد إسرائيل، أمرت محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني 2024، بموجبها تل أبيب باتخاذ "تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة"، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
كما أمرتها بتقديم تقرير خلال شهر من صدور القرار بشأن مدى تطبيقها هذه التدابير.
قرار أممي لمحاسبة الاحتلال
في سياق متصل، تبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، قراراً يدعو إلى محاسبة إسرائيل على "جرائم" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ نحو 6 أشهر، وذلك خلال جلسة دعت إليها باكستان، وعقدت بمقر المجلس في مدينة جنيف السويسرية.
وفق الحساب الرسمي للمجلس المؤلف من 47 دولة، عبر منصة "إكس"، صوَّت لصالح القرار 28 دولة، بينما صوتت 6 دول ضده، وامتنعت 13 دولة عن التصويت.
كما دعا القرار إلى محاسبة إسرائيل على "جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية" في قطاع غزة.
وطالب القرار أيضاً بوقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وسلط الضوء على التحذيرات من "الإبادة الجماعية" في حربها على غزة.
وصوتت الأرجنتين وبلغاريا وألمانيا وملاوي وباراغواي والولايات المتحدة ضد القرار.
وقالت الولايات المتحدة وألمانيا إن الاقتراح لا يتضمن أي إدانة لحركة "حماس"، التي شنت هجمات على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
من جهتها، وصفت ميراف إيلون شاهار، سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، القرار بأنه "وصمة عار لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة ككل".
وعقب التصويت، قالت السفيرة الأمريكية ميشيل تايلور: "قُتل عدد كبير جداً من المدنيين في هذا الصراع، وكل وفاة مدنية مأساة".
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".