توالت ردود الأفعال الغاضبة بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024، أربعة عمال إغاثة أجانب في غزة، إثر استهداف سيارة تابعة لمنظمة إغاثة دولية بمدينة دير البلح وسط القطاع، وتعود جنسيات القتلى إلى بريطانيا وبولندا وأستراليا، إضافة إلى فلسطيني.
المطبخ المركزي العالمي "ورلد سنترال كيتشن" الذي ينتمي إليه فريق الإغاثة الدولي قال في بيان، الثلاثاء 2 أبريل/نيسان، إنه يشعر بالصدمة بعد تأكيد مقتل 7 من أعضاء فريقه في غارة للجيش الإسرائيلي بقطاع غزة.
كما أوضح : "فريقنا كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعارنا، وتعرضنا للقصف أثناء مغادرتنا مستودعاً بدير البلح رغم تنسيق التحرك مع الجيش الإسرائيلي، والهجوم ليس على منظمتنا فحسب؛ بل على المنظمات الإنسانية".
فيما كشف المطبخ المركزي العالمي أن القتلى الـ7 من أستراليا وبولندا وبريطانيا ولديهم جنسيات مزدوجة من أمريكا وكندا وفلسطين، وأعلن: "سنوقف عملياتنا مؤقتاً وفوراً في المنطقة وسنتخذ قرارات بشأن مستقبل عملنا قريباً".
من جهته، أعرب البيت الأبيض عن حزنه الشديد لمقتل عدد من المتطوّعين الأجانب في منظمة المطبخ المركزي العالمي "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية في غارة إسرائيلية في قطاع غزة، مطالباً إسرائيل بأن تجري سريعاً تحقيقاً يكشف ملابسات ما جرى.
كتبت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، على منصّة "إكس"، أنّ "قلبنا مفطور ونشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة التي أدّت إلى مقتل عمّال الإغاثة في وورلد سنترال كيتشن في غزة".
أضافت: "يجب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية؛ لأنهم يقدّمون مساعدات (الفلسطينيون هم) بحاجة ماسة إليها، ونحض إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى".
من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن أستراليا استدعت السفير الإسرائيلي على خلفية الهجوم على المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة.
الصحيفة الإسرائيلية قالت أيضاً إن "العالم غاضب من إسرائيل" بعد مقتل عمال الإغاثة الأجانب في غزة، وأضافت أنه "أسوأ حادث على الإطلاق".
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلاً عن مصدر أمني، إن حادثة قصف فريق المطبخ المركزي العالمي "هي الأسوأ لإسرائيل على المستوى الدولي".
Today @WCKitchen lost several of our sisters and brothers in an IDF air strike in Gaza. I am heartbroken and grieving for their families and friends and our whole WCK family. These are people…angels…I served alongside in Ukraine, Gaza, Turkey, Morocco, Bahamas, Indonesia. They… https://t.co/rM3xbsiQ1Q
— Chef José Andrés 🕊️🥘🍳 (@chefjoseandres) April 1, 2024
من جهته، أعرب مؤسس منظمة "ورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، خوسيه أندريس، عن حزنه لمقتل أعضاء في المنظمة بغارة جوية للجيش الإسرائيلي في غزة.
كما دعا أندريس، في منشور على منصة إكس، الحكومةَ الإسرائيلية إلى الكف عن "القتل العشوائي"، وعن فرض قيود على المساعدات الإنسانية، كما طالبها بوقف استخدام الغذاء سلاحاً.
من جهته، أكد رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، مقتل موظفة الإغاثة الأسترالية لالزاومي فرانكوم في الغارة الإسرائيلية. وصرح ألبانيزي بأنه اتصل بالسفير الإسرائيلي ليطلب منه "محاسبة كاملة بشأن مقتل الفريق الإغاثي".
كان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن أن الاحتلال اغتال فريق عمال إغاثة أجانب في غزة مكون من بريطاني وبولندي وأسترالية وآخر مجهول الهوية، وأضاف أن الغارة الإسرائيلية أسفرت أيضاً عن استشهاد سائقهم الفلسطيني.
بينما نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات، باستهداف جيش الاحتلال للعاملين بمنظمة المطبخ المركزي العالمي جنوب دير البلح.
حيث قالت الحركة في بيان إن "الجريمة تؤكد أن الاحتلال لا يزال يصر على سياسة قتل المدنيين العزل وفرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية".
كما طالبت حماس المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذا الفعل والتحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني، وفقاً للبيان.
بدورها، قالت فصائل فلسطينية، ليلة الإثنين/الثلاثاء، إن إسرائيل ارتكبت "مجزرة" بحق عمال إغاثة أجانب في غزة، في مدينة دير البلح وسط القطاع، باستهداف مركبات تابعة لهم.
أضافت الفصائل في بيان: "إن هذه الجريمة البشعة هي رسالة ترهيب لكل العالم ولكل الجهود الدولية والإنسانية التي تسعى لتخفيف معاناة شعبنا جراء الحصار والعدوان".
كما قالت: "أقدم طيران الاحتلال على شنّ غارة استهدفت موكباً للعمل الإغاثي الإنساني في وسط قطاع غزة، الأمر الذي أدى لارتقاء عدد من شهداء الواجب الإنساني من المؤسسات الإغاثية لأصدقاء الشعب الفلسطيني، الذين يقدمون الخدمات الإنسانية والإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في قطاع غزة".
تابعت: "لقد استهدفت الغارة الجوية الغاشمة عدداً من السيارات المصفحة التي تحمل إشارات دولية معروفة، لدى عودتها من منطقة اللسان البحري في المحافظة الوسطى".
فيما لفتت إلى أن "هذه جريمة تستدعي جهداً دولياً وعالمياً لوقف حرب الإبادة الجماعية، إذ لا يمكن وضع حد لهذا النزيف وهذه الآلام إلا بتحرك دولي حازم لوقف إطلاق النار، وإلزام حكومة الاحتلال المتطرفة بالالتزام التام بإنهاء كل أشكال العدوان والحرب والإبادة".
كما دعت الفصائل، واشنطن، "أن تتوقف عن انحيازها للمجرمين، وأن تكفّ عن منحهم الغطاء لاستمرار عدوانهم وتعديهم على كل القوانين والمواثيق الإنسانية والقانونية".