قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الإثنين 25 مارس/آذار 2024، إن قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة "ليس له أي أهمية عملية لإسرائيل الملتزمة أخلاقياً بمواصلة القتال".
جاء ذلك في منشور لغانتس على منصة إكس، رداً على تصويت 14 دولة لصالح القرار الذي تبناه مجلس الأمن والداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
قرار مجلس الأمن
قال غانتس: "لدى دولة إسرائيل التزام أخلاقي بمواصلة القتال حتى إعادة المختطَفين وإزالة التهديد الذي تمثله حماس، وهذا ما سنفعله". وأضاف: "قرار مجلس الأمن ليس له أي أهمية عملية بالنسبة لنا، وعلى أي حال، سوف نستمر في الاستماع إلى أصدقائنا، وسوف نفعل دائماً ما هو صحيح لأمن إسرائيل".
وانتقد غانتس رئيسَ الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن؛ احتجاجاً على عدم استخدام الأخيرة سلطة النقض (الفيتو) لإحباط القرار بمجلس الأمن.
وتابع في هذا الصدد: "في الوقت نفسه، من المهم أن نتذكر أن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة ركيزة لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية، والحوار المباشر مع الإدارة الأمريكية رصيد أساسي لا يجب التنازل عنه حتى عندما تكون هناك تحديات وخلافات".
وأردف: "لقد أحسنت الولايات المتحدة بتوضيح أن وقف إطلاق النار سيتوقف على عودة المختطَفين"، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد قرار مجلس الأمن.
وقال غانتس: "من الجيد أن وزير الدفاع (الإسرائيلي يوآف غالانت) موجودٌ الآن في الولايات المتحدة، وسيناقش مع كبار المسؤولين الحكوميين القضايا السياسية والأمنية المطروحة وحاجتنا إلى مواصلة القتال".
وختم بقوله: "ليس من الصواب أن يسافر الوفد فحسب، بل سيكون من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة، ويعقد حواراً مباشراً مع الرئيس بايدن وكبار المسؤولين بالإدارة، وهذا صحيح في الأوقات العادية وبالتأكيد الآن، حيث أصبح حجم الدعم الأمريكي لإسرائيل بالغ الأهمية".
وخلّف القرار ردود فعل غاضبة في تل أبيب، حيث أعلن نتنياهو إلغاء إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن؛ احتجاجاً على عدم استخدامها سلطة النقض ضد مشروع القرار.
وكان من المقرر أن يغادر وفد يضم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى واشنطن في الأيام المقبلة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
لابيد يهاجم نتنياهو
من جانبه، شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجوماً على نتنياهو، معتبراً أنه تسبب في أزمة مع الولايات المتحدة. وقال لابيد في منشور على "إكس": "أزمة سيئة، وإدارة سيئة ومشؤومة".
وتابع: "هناك سؤال واحد ينبغي لنا أن نطرحه على أنفسنا بشأن الأزمة التي قادها نتنياهو مع الولايات المتحدة: هل هي جيدة لإسرائيل أم سيئة لإسرائيل؟".
ومضى لابيد قائلاً: "الإجابة القاطعة هي: سيئة لإسرائيل. سيئة للأمن، سيئة للاقتصاد، سيئة لمواجهة النووي الإيراني، سيئة لمكانتنا الدولية، وسيئة للمختطَفين".
ومراراً، استخدمت الولايات المتحدة سلطة "النقض" لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وحاولت قبل أيامٍ تمرير قرار لا يتضمن دعوة مباشرة إلى وقف إطلاق النار، أجهضته روسيا والصين بـ"الفيتو".
كان خبير قانوني فلسطيني قد قال يوم الإثنين 25 مارس/آذار 2024، إن قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، يتمتع بـ"إلزامية عامة لكن دون تدابير تنفيذية"، مؤكداً أن أهميته تكمن في كونه "يضع إسرائيل في موقف محرج وقد يعرضها لعقوبات من دول أخرى". في حين قال مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن رياض منصور: "إذا لم تمتثل إسرائيل لقرارات مجلس الأمن؛ فعليه استخدام الفصل السابع لاتخاذ تدابير عقابية".
قرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار
ومساء الإثنين، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، "في خطوة باتجاه وقف دائم ومستدام لإطلاق النار".
وصوتت 14 دولة لصالح القرار الذي قدمه 10 أعضاء منتخبين في المجلس، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. ودعا القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، تحترمه جميع الأطراف بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
وطالب أيضاً بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، فضلاً عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.
جدير بالذكر أن الحرب الاسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2023، خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".