أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جلسة مجلس حرب الاحتلال الإسرائيلي، التي كانت مقررة مساء الخميس 21 مارس/آذار 2024، أُلغيت بشكل مفاجئ، فيما رجحت مصادر حكومية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتجنب التعرض لضغوط بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقالت القناة "12" الإسرائيلية الخاصة إنّ جلسة مجلس الحرب المقررة مساء اليوم ألغيت، دون أن يتسنى معرفة سبب ذلك.
خلفيات إلغاء جلسة مجلس الحرب
القناة العبرية نقلت عن مسؤولين بالحكومة لم تسمّهم، ترجيحهم أن يكون سبب إلغاء الجلسة هو سعي نتنياهو لتجنب التعرض لضغوط من قبل أعضاء مجلس الحرب بشأن صفقة التبادل مع حركة حماس.
كما أضاف هؤلاء المسؤولون أن نتنياهو ينتظر إجابات "ملموسة" من حماس بشأن معالم الصفقة المحتملة قبل تقديمها أمام المجلس.
فيما يواجه نتنياهو انتقادات من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة الأسرى في غزة وعدم التوصل إلى مسار يضمن عودتهم أحياء، ويتهمه البعض بتعطيل صفقة إطلاق سراحهم جراء "حسابات سياسية" لديه.
الأعضاء طلبوا توضيحاً
إلى جانب ذلك، أشارت القناة الـ"12″ إلى أن أعضاء مجلس الحرب الذين فوجئوا بإلغاء المناقشات بشكل غير متوقع، طلبوا توضيحاً، حيث تم تبليغهم بأن المناقشات ستجرى بعد عطلة عيد المساخر الذي يصادف الأحد المقبل، ويستمر حتى الإثنين.
فيما لم يعرف أعضاء المجلس سبب إلغاء الجلسة، وفق القناة.
في سياق متصل، انتقد مسؤول في الحكومة (لم يذكر اسمه) هذه الخطوة، حيث صرح للقناة "12" قائلاً إنّ هناك قرارات مصيرية على جدول أعمال مجلس الحرب.
كما وصف المسؤول إلغاء جلسة المناقشات في مجلس الحرب بأنه "استهتار لا يوصف".
استمرار المفاوضات غير المباشرة
وتتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية فلسطينية، فيما يلف الغموض أعداد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة في ظل رفض حماس الكشف عن رقم دقيق "دون ثمن باهظ"، وتوزع الأسرى بين أكثر من جهة بالقطاع.
فبينما يتحدث إعلام عبري عن أرقام أسرى احتجزوا في غزة تراوح بين 240 و253، بينهم 3 تم تحريرهم، و105 أفرجت عنهم حماس خلال صفقة تبادل أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تتحدث الحركة الفلسطينية عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.
وخلَّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".