قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 22 مارس/آذار 2024، إن إسرائيل ما زالت مصممة على إرسال قوات إلى مدينة رفح بجنوب غزة، حيث يلجأ أكثر من مليون فلسطيني، وستفعل ذلك دون دعم أمريكي إذا لزم الأمر.
إرسال قوات إلى مدينة رفح بجنوب غزة
أضاف نتنياهو في بيان أنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأنه لا توجد طريقة لهزيمة حركة حماس دون دخول رفح. وتابع "قلت له إنني آمل أن نفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا اضطررنا، فسنفعل ذلك بمفردنا".
وقال نتنياهو في تسجيل مصوّر أرسله مكتبه لوسائل الإعلام: "التقيت الوزير بلينكن اليوم، وقلت له إنني أثمن كثيراً وقوفنا المشترك في الحرب ضد حماس على مدى أكثر من 5 شهور".
وأضاف: "قلت له أيضاً إننا نعترف بضرورة إخلاء السكان من مناطق القتال، وطبعاً بالاهتمام بالاحتياجات الإنسانية، ونعمل من أجل ذلك"، على حدّ زعمه.
واستدرك: "لكن قلت أيضاً إنه ليس أمامنا إمكانية لتحقيق الانتصار على حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على الكتائب الحمساوية التي تبقت هناك". وأشار نتنياهو إلى أنه أبلغ بلينكن بأن إسرائيل ستنفّذ عملية برية في رفح بدعم أمريكي، لكن إذا لم تحصل على هذا الدعم فستشنّ العملية بمفردها.
يأتي ذلك في الوقت الذي التقى فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لإجراء محادثات تهدف إلى ضمان تدفق المزيد من المساعدات إلى غزة، وسط توتر متزايد في العلاقات بين الحليفين بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 6 أشهر مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي قطاع غزة، زعمت إسرائيل أنها قتلت أو اعتقلت المئات من مقاتلي حماس في عملية استمرت 5 أيام في مجمع الشفاء، وهو أحد المرافق الطبية القليلة التي لا تزال تعمل ولو بشكل جزئي في شمال القطاع، في حين تنفي حماس والطاقم الطبي وجود مقاتلين هناك.
وانخرط بلينكن، الذي يقوم بزيارة هي السادسة له إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في جولة مكثفة من الجهود الدبلوماسية منذ وصوله إلى المنطقة، الأربعاء، إذ التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية، ووزراء خارجية ومسؤولين عرب في القاهرة الخميس. كما تعقد اجتماعات بالتوازي في الدوحة، الجمعة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
زيارة بلينكن إلى إسرائيل
تأتي زيارة بلينكن الأحدث إلى إسرائيل وسط توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، إذ وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الحملة الإسرائيلية في غزة بأنها "تجاوزت الحد"، وقال إنها تسببت في خسائر فادحة في أرواح المدنيين.
وقبل الاجتماع، الذي استمر نحو 40 دقيقة مع نتنياهو، قال بلينكن إنه سيبحث الفجوة التي تزداد اتساعاً بين البلدين خلال محادثتهما المباشرة. كما اجتمع مع حكومة الحرب الإسرائيلية.
وذكر بلينكن أنه سيضغط على نتنياهو لاتخاذ خطوات عاجلة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المكتظ بالسكان، والذي تقول الأمم المتحدة إنه صار على وشك أن يشهد هلاكاً جماعياً بسبب المجاعة.
واندلعت الحرب بعد أن شن مقاتلو حماس هجوماً على جنوب إسرائيل قالت الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة. وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف فلسطيني استُشهدوا في القصف الإسرائيلي بعد ذلك، وسط مخاوف من وجود قتلى كثيرين آخرين تحت الأنقاض.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن عدد شحنات المساعدات التي تدخل القطاع براً تحتاج إلى زيادة سريعة، كما يجب أن تستمر المساعدات لفترة طويلة. وتقول إسرائيل إنها لا تمنع المساعدات الغذائية.
وقال بلينكن "يعاني 100% من سكان غزة من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. لا يمكننا ولا يجب أن نسمح باستمرار ذلك".
في حين ذكر الكولونيل الإسرائيلي موشيه تترو، قائد مديرية التنسيق والارتباط-غزة أن الجيش لا يعتقد أن ثمة نقصاً في الغذاء في القطاع. وأضاف لصحفيين "بقدر ما نعلم من خلال تحليلاتنا، لا توجد مجاعة في غزة. يدخل غزة يومياً ما يكفي من الطعام".
مقترحات بديلة لاقتحام رفح
من المرجح أن ترسو مباحثات الجمعة الأساس لاجتماعات في واشنطن بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين الأسبوع المقبل، والتي من المقرر أن تقدم الولايات المتحدة للإسرائيليين خلالها طرقاً بديلة لملاحقة حماس دون اللجوء إلى هجوم شامل من شأنه أن يعرض مزيداً من أرواح المدنيين للخطر.
وتتركز محادثات الهدنة في قطر على اقتراح لوقف القتال لـ6 أسابيع يُطلق خلالها سراح نحو 40 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
لكن إسرائيل لا تبدي استعداداً للالتزام إلا بهدنة مؤقتة للصراع، ودأبت على القول إنها ستواصل حملتها لتحقيق هدفها في القضاء على حماس. وتريد حماس إنهاء الحرب بصفة دائمة وانسحاب القوات الإسرائيلية. وقال بلينكن، الخميس، إن الفجوات تضيق.
وفي غزة، تركز القتال في الأيام القليلة الماضية على مجمع الشفاء الطبي، الذي يؤوي أيضاً مئات النازحين.
في حين دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، الإثنين، المستشفى المترامي الأطراف وقامت بتمشيطه، إذ تزعم أنه متصل بشبكة أنفاق تستخدمها حماس، في حين تنفي الحركة الفلسطينية كل الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية.
في حين زعمت إسرائيل أنها قتلت مئات المسلحين واعتقلت أكثر من 500 مشتبه به في عمليتها في الشفاء، منهم 358 عضواً في حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وزعمت أنها اعتقلت 3 من كبار القادة العسكريين في حركة الجهاد الإسلامي وعضوين في حماس مسؤولَين عن العمليات في الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى مسؤولي أمن داخلي آخرين في حماس. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، في مؤتمر صحفي في وقت متأخر، الخميس، "مَن لم يستسلموا لقواتنا قاتلوا قواتنا وقُتلوا".
في حين تنفي حماس وجود مقاتلين لها في المجمع، وتقول إن الشهداء هناك مدنيون، وإن عاملين بالقطاع الطبي بين المعتقلين.
يُذكر أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".