يواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو معضلة لا حل لها، بعد التحذير النهائي الذي وجهه جدعون ساعر بشأن رغبته بالانضمام لمجلس حرب الاحتلال، أو الانسحاب من الحكومة، بحسب ما نشرت صحيفة Maariv الإسرائيلية الخميس 21 مارس/آذار 2024.
وبعد نحو أسبوع من إعلان أحد قادة تحالف معسكر الدولة، جدعون ساعر، عن حل الشراكة مع بيني غانتس، والبدء في مسار مستقل ووضع الإنذار النهائي أمام نتنياهو، يبحث المحيطون برئيس الوزراء عن حل من شأنه أن يسمح لساعر وأصدقائه بالبقاء في الائتلاف.
بحسب المصادر المطلعة على التفاصيل في الأوساط المقربة من نتنياهو، فإن الضغط يزداد مع مرور الوقت، كما يجري نتنياهو مشاوراتٍ مع المقربين من أجل الخروج بحل يستجيب لمطلب ساعر وفي الوقت نفسه لا يؤدي إلى انفجار أمام إيتمار بن غفير وسموتريتش.
من الأفكار التي طُرِحَت في المناقشات وضع شرط لكل من ينضم إلى حكومة حرب، أن يكون له حق في الملفات الوزارية، على اعتبار أن العضوية في حكومة حرب تنطوي على استثمار كبير للوقت والجهد، وبالتالي من المستحيل أن يدير في نفس الوقت منصباً مهماً وأن يكون عضواً في مجلس الوزراء المحدود الذي تكون فيه جميع شؤون إدارة الحرب بين يديه.
الحل المطروح الآخر الذي يُدرَس حالياً هو الإعلان عن إلغاء حكومة الحرب الحالية ونقل كل ثقل إجراءات اتخاذ القرار فيما يتعلق بالحرب إلى أعضاء الحكومة السياسية الأمنية.
ويقول تحالف معسكر إنه لم يتلقّ حتى الآن اقتراحاً جدياً مقبولاً لديه ويتوافق مع مطلب جدعون ساعر الرئيسي والوحيد، وهو الدخول إلى دائرة صناع القرار في حكومة الحرب.
إلى جانب ذلك، يبدو أن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، مصمم أيضاً على مطلبه، وهو الحصول على ما سيحصل عليه جدعون ساعر بالضبط كجزء من حكومة حرب.
ويؤكد المحيطون ببن غفير أن رئيس الوزراء نتنياهو تحدث معه عدة مرات خلال الأسبوع، سواء عبر الهاتف أو في لقاءات مباشرة، وعقد معه لقاء شخصياً استمر أكثر من ساعة.
لم يُعرض على بن غفير في أي من المحادثات الاختيار بين منصبه الحالي كوزير للأمن الوطني واحتمال العضوية في حكومة حرب، ولكن إذا عُرِض عليه مثل هذا العرض، وفقاً لمصادر في محيطه فسوف يرد رداً سلبية.
ساعر قد يفجّر الحكومة
وأحدث جدعون ساعر انفجاراً سياسياً في تل أبيب، بعد إعلانه انفصاله عن الشراكة مع "بيني غانتس"؛ وهو ما أدى فعلياً إلى نهاية تحالف "معسكر الدولة".
كما أرسل ساعر إنذاراً نهائياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت 16 مارس/آذار 2024، قائلاً فيه: "إذا لم أدخل مجلس الحرب في غضون أيام قليلة، فسوف أستقيل من الحكومة".
وقدّرت مصادر في المنظومة السياسية، أنه من المحتمل ألا تستطيع حكومة الحرب الإسرائيلية الاستمرار بناءً على طريقة إدارتها الحالية، لا سيما بعد تفكك "معسكر الدولة".
في جميع الأحوال، تتوقع المصادر السياسية أن تشهد الفترة المقبلة بعض الأحداث السياسية الكبرى في ما يتعلق برغبة ساعر في تقديم نفسه في حزب يميني جديد ومنفصل، وأن ينضم إلى قوى أخرى.
يأتي كل هذا بالتزامن مع الأزمة بين غانتس ونتنياهو، والتي من المُعتقد أنها تدهورت أكثر بعد زيارة رئيس "معسكر الدولة" لواشنطن، وذلك دون الحصول على موافقة مسبقة من رئيس الوزراء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.