وصلت ثاني دفعة مساعدات منذ نحو 4 أشهر، مساء الأحد، 17 مارس/آذار 2024 إلى مدينة جباليا شمال قطاع غزة، عبر شارع صلاح الدين الواصل بين جنوبي وشمالي القطاع، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون في شمال القطاع مجاعة حقيقية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ كثر من 6 أشهر، والتي انتهجت سياسة التجويع في تحدٍّ للقوانين الدولية التي تحرّم ذلك.
مجاعة حقيقية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية
أفادت "الأناضول" أنه، لليوم الثاني على التوالي، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بدخول المساعدات الإنسانية بشكل محدود مكونة من 9 شاحنات، لمحافظة شمال قطاع غزة، التي تضم بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
ويعتبر دخول المساعدات، على مدار اليومين الماضيين، الأول من نوعه الذي يصل إلى محافظة شمال القطاع منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
كما افادت "الأناضول" أن شحنة مساعدات تحمل الدقيق والأرز والمعلبات والسكر، وصلت عبر شارع صلاح الدين، الذي يمتد من جنوب القطاع إلى شماله، بتأمين من أجهزة أمن في حكومة غزة، بالتعاون مع عشائر فلسطينية.
وأوضحت أن الشاحنات وصلت إلى مخيم جباليا، في محافظة شمال غزة، ووُضعت في مخازن تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
والأحد، بدأ الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، الحصول على الدقيق، بشكل منتظم ضمن المساعدات الإنسانية التي دخلت المناطق الشمالية للقطاع، السبت، لأول مرة منذ نحو 4 أشهر.
ومنذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لم تصل بلدات شمال قطاع غزة أي مساعدات إنسانية، ما أدى إلى حدوث "مجاعة" في المناطق الشمالية، أودت بحياة أطفال ومسنين.
ووفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينياً، بما في ذلك رضع.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
ويحل شهر رمضان هذا العام، وإسرائيل تواصل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
مناشدات بوقف الحرب
في سياق موازٍ، ناشدت منظمة العفو الدولية، الأحد، الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتحرك والمطالبة بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف نقل الأسلحة (الأمريكية) إلى إسرائيل.
جاء ذلك في منشور للمنظمة الدولية، مرفق بمقطع مصور فيه نداء موجه للرئيس الأمريكي للعمل على وقف الحرب على غزة، على حسابها عبر منصة إكس.
وأشارت العفو الدولية (غير حكومية)، إلى أن "أكثر من 30 ألف شخص قُتلوا حتى الآن في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، العديد منهم بذخائر أمريكية الصنع".
وجاء في النداء: "دعونا نتحد في المطالبة بإزالة القيود المفروضة على الإمدادات الإنسانية الحيوية، واستعادة الخدمات، لضمان حصول سكان غزة على المياه والوقود والغذاء والدعم الطبي الأساسي الذي يحتاجون إليه بشدة". وحثت العفو الدولية، على رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً.
مجاعة في غزة
كذلك فقد قالت رئيسة مفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، إن "قطاع غزة يواجه مجاعة، ولا يمكن أن نقبل بذلك". جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال زيارتها للقاهرة، رفقة عدد من القادة الأوروبيين.
وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية: "سنعمل جنباً إلى جنب مع مصر والشركاء الآخرين لتوجيه المساعدات إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة". ونوّهت بأن "مصر ركيزة الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط".
وشددت فون دير لاين على ضرورة "حماية المدنيين، ولا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة". ودعت إلى التوصل "في أقرب وقت إلى وقف إطلاق نار يتيح إطلاق سراح الأسرى، وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية من عملية عسكرية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. وأعربت عن قلقها إزاء مخاطرها على "السكان المدنيين العزل" هناك. ودعت فون دير لاين، إلى تجنب اجتياح رفح المحتمل. وقالت في سياق ذي صلة: "نريد العمل من أجل سلام دائم على أساس مبدأ حل الدولتين".
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة المتاخم للحدود المصرية، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.