حذرت وكالة البيئة الأوروبية، في تقرير حديث، من أن دول الاتحاد الأوروبي "عُرضة لخطر متزايد من الصدمات المالية النظامية الناجمة عن استمرار ارتفاع درجات الحرارة، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الأحد 10 مارس/آذار 2024.
التقرير الأوروبي أكد أنه من دون إجراء حاسم سيموت مئات الآلاف من الأشخاص بسبب موجات الحر، وقد تتجاوز الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات الساحلية وحدها، تريليون يورو سنوياً.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لوكالة البيئة الأوروبية، لينا يلا مونونين قولها: "هذا بمثابة جرس إنذار للصناعة المالية وصناعة التأمين" في القارة الأوروبية.
ووفقاً للصحيفة، فإن الأبحاث تظهر أن القارة يجب أن تستعد لدرجات حرارة أعلى بمقدار 3 درجات مئوية على الأقل من أوقات ما قبل الصناعة، بحلول عام 2050.
الطقس المتطرف
التقرير الأوروبي، أشار أيضاً إلى أن درجات الحرارة قد ترتفع بأكثر من 7 درجات مئوية بحلول عام 2100، وأن الطقس المتطرف يُهدد بالتسبب في "انخفاض عائدات الضرائب، وزيادة الإنفاق الحكومي، وانخفاض التصنيف الائتماني، وزيادة تكلفة الاقتراض".
وفي السنوات الأخيرة، عانت أوروبا بالفعل من أضرار جسيمة نتيجة للفيضانات العارمة وحرائق الغابات؛ حيث تُقدر التقارير أن موجات الحر في عام 2022 تسببت في وفاة 70 ألف شخص في أوروبا.
وعلى المستوى الاقتصادي، كانت الخسائر مرتفعة أيضاً؛ حيث سجلت سلوفينيا خسائر اقتصادية تعادل 16% من ناتجها المحلي الإجمالي، في أعقاب فيضانات حدثت في أغسطس/آب الماضي، في حين قضت حرائق الغابات التي أعقبتها فيضانات في اليونان على 15% من العائد الزراعي السنوي للبلاد.
استعدادات المفوضية الأوروبية
وحول استعدادات المفوضية الأوروبية، كشف التقرير أن المفوضية تخطط لوضع "الحد الأدنى من متطلبات المرونة المناخية" للإنفاق في إطار ميزانية الاتحاد الأوروبي المقبلة اعتباراً من عام 2027، كما ستنشئ لجنة لتخطيط استراتيجيات تمويل تدابير التكيف.
كما حذرت مسودة تقرير المفوضية، القابلة للتعديل قبل نشرها هذا الأسبوع، من "خطر الصراعات" بين الدول الأعضاء على الموارد المائية، وانخفاض الإنتاجية بسبب الحرارة الشديدة، وزيادة الأمراض؛ مثل فيروس غرب النيل وحمى الضنك، الذي ينتشر حتى الآن بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية.
وقالت المسودة إنه سيتم تقييم "المخزون الاستراتيجي" من علاجات هذه الأمراض في القارة.
أدفأ شتاء في نصف الكرة الشمالي
والأسبوع الماضي، قالت وكالة كوبرنيكوس لمراقبة الأرض التابعة للاتحاد الأوروبي، إن نصف الكرة الشمالي "سجل أدفأ شتاء له هذا العام".
وذكرت خدمة كوبرنيكوس لرصد تغير المناخ، أن متوسط درجة الحرارة العالمية لشهر فبراير/شباط كان أعلى بمقدار 1.77 درجة مئوية من متوسط ما قبل الصناعة، ويمثل الشهر التاسع على التوالي من الحرارة القياسية.
كما أشارت الوكالة إلى أن حرارة الشتاء غير المعتادة كانت ملحوظة بشكل خاص في وسط وشرق أوروبا.
ووصلت درجات الحرارة في أجزاء من أوروبا الشرقية، إلى أكثر من 10 درجات مئوية ليلاً و20 درجة مئوية خلال النهار. وفي جنوب رومانيا وشمال بلغاريا، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن بعض درجات الحرارة الشهر الماضي انحرفت عن المعتاد بأكثر من 14 درجة مئوية.