قوبل رئيس الاحتلال إسحق هرتسوغ خلال وصوله إلى الكنيس البرتغالي في العاصمة الهولندية أمستردام، لحضور افتتاح متحف للمحرقة، يوم الأحد 10 مارس/آذار 2024 وإلقاء كلمة له، بصيحات استهجان واحتجاجات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والذين يطالبون بوقف فوري للهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي تسبب في قتل الآلاف وتهجير مئات الآلاف من منازلهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حضور افتتاح متحف للمحرقة في أمستردام
هرتسوغ، في كلمته دعا إلى الصلاة من أجل إحلال السلام والإفراج فوراً عن الرهائن لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أعقاب هجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على بلدات إسرائيلية.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن ما يقرب من 31 ألف فلسطيني قُتلوا منذ أن شنت إسرائيل عمليتها العسكرية في القطاع؛ رداً على هجوم شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، لا تزال الحركة تحتجز 134 منهم.
وقال هرتسوغ في كلمته: "الكراهية ومعاداة السامية آخذتان في الازدياد في أنحاء العالم، وعلينا أن نحاربهما معاً".
مظاهرات ضد هرتسوغ
لكن في ساحة قريبة، هتف المتظاهرون "أوقفوا إطلاق النار الآن" و"أوقفوا قصف الأطفال"، بينما كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "يهود ضد الإبادة الجماعية" و"حفيد أحد الناجين من المحرقة يقول: أوقفوا محرقة غزة".
وأطلق البعض ألعاباً نارية وألقوا البيض على قوات الشرطة، بينما حاول آخرون تسلق مركبات الشرطة مع تزايد التوتر في الاحتجاج في فترة ما بعد الظهر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن ما لا يقل عن ألف متظاهر شاركوا في الاحتجاج.
وقال المتظاهر هويبرت بوير: "(حضور هرتسوغ) هو صفعة على وجه الضحايا في غزة واليهود الذين ماتوا جوعاً في الحرب العالمية الثانية".
وبالقرب من المتحف الجديد، وقفت مجموعة من الأشخاص يحملون الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن أمام المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وهتف بعضهم "عار عليكم" مع وجود أفراد من الشرطة لتهدئة التوتر.
ووضعت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان لافتات حول المتحف تدعو إلى تقديم هرتسوغ إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لكن في المقابل أحجم متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي عن التعليق.
استمرار حرب غزة
من جانبها، قالت المنظمة اليهودية الهولندية المناهضة للصهيونية التي نظمت الاحتجاج مع الجالية الفلسطينية الهولندية ومنظمة الأممية الاشتراكية إنه في حين أنها تحيي ذكرى ضحايا المحرقة، فإنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تستمر الحرب في غزة.
وتواجه إسرائيل قلقاً دولياً بسبب سقوط عدد كبير من القتلى في الحرب، لكنها تقول إنها لم تبدأ الحرب وإنها تبذل كل ما في وسعها لتقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين، وتحمل حماس مسؤولية القتال في المناطق المكتظة بالسكان.
ورفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، واستشهدت بتصريحات لهرتسوغ قال فيها إن المسلحين ليسوا وحدهم المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وإنما "أمة بأكملها" وإن بلاده ستقاتل "حتى نكسر شوكتهم".
لكن هرتسوغ قال إن تصريحاته حُرفت، وإن جزءاً صغيراً مما صرح به نُقل عنه من أجل رفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وأصدر المتحف بياناً لوسائل الإعلام قال فيه إنه وجه الدعوة إلى هرتسوغ قبل هجوم حماس على إسرائيل وما تلاه من حملة عسكرية إسرائيلية على غزة.
وجاء في البيان أن مسؤولي المتحف يقرون بأن حضور هرتسوغ يثير تساؤلات، لكنه أوضح أن الرئيس الإسرائيلي يمثل موطن الهولنديين الناجين من المحرقة الذين هاجروا إلى إسرائيل، ومن المقرر أن يلتقي ملك هولندا وليام ألكسندر مع هرتسوغ الأحد 10 مارس/آذار 2024.