النيابة المصرية تعيد التحقيق في وفاة طالبة العريش.. والدها يكشف تفاصيل جديدة، والمحامي: ماتت مسمومة  

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/03 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/03 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
قوات من الشرطة المصرية/ الأناضول

قررت  النيابة العامة في مصر، وفق بيان نشرته، السبت 2 مارس/آذار 2024،  إعادة التحقيق في وفاة طالبة جامعة العريش، في شمال سيناء، التي توفيت في ظروف غامضة، بعد أن قالت روايات إنها تعرضت لابتزاز بصور خاصة، فيما قال محامي أسرتها إنها تعرضت للتسمم، ونفى شبهة الانتحار، في الوقت نفسه كشف صلاح الزغبي، والد الطالبة نيرة صلاح (الشهيرة بفتاة العريش)،  تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة قبل وفاتها.

إعادة التحقيق في وفاة طالبة جامعة العريش

حسبما نشر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، تقول بعض الروايات المنتشرة إن نيرة الزغبي (19 عاماً) انتحرت للتخلص من ابتزاز زملائها في المدينة الجامعية والكلية، بعد حصولهم على مقاطع مصوّرة لها في أوضاع خاصة، فيما أكد آخرون أنها تعرضت للقتل بالسم، وأن قطتها نفقت فوراً بعد أن شربت من نفس الكوب الذي كان لنيرة، وهذه رواية تناقلها محامي الأسرة.

في المقابل قررت النيابة العامة، السبت، إعادة التحقيق في وفاة نيرة، المعروفة بطالبة العريش، بعدما انتهت التحقيقات في المرة الأولى إلى عدم وجود شبهة جنائية وراء وفاتها يوم 24 فبراير. 

وقال البيان إنه "إزاء ما تم تداوله إعلامياً وبمواقع التواصل الاجتماعي، قامت نيابتا استئناف المنصورة والإسماعيلية بإعادة فتح التحقيقات في الواقعة".

واستخرجت النيابة الجثمان، وأمرت بتشريحه لبيان سبب الوفاة، وشرعت في استدعاء كل من له صلة بالواقعة أو لديه معلومات، وفحص الموبايلات (الهواتف) الخاصة بكل المتهمين وتفريغ محتواها، وكذا تفريغ الكاميرات الخاصة بالمدينة الجامعية.

الداخلية المصرية تتخذ إجراء في قضية طالبة العريش

من جانبها، قررت وزارة الداخلية إيقاف والد زميلة لها متهمة بابتزازها، عن العمل، ورتبته رائد، لضمان نزاهة التحقيق، وفق ما نشرت صحيفة الشروق، وكانت نيرة وصلت إلى مستشفى العريش في 24 فبراير/شباط، مصابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، ودخلت في غيبوبة، ثم فارقت الحياة.

وبعد ذلك، دشن طلبة في الجامعة ومستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي حملة تحت شعار "حق طالبة العريش"، كاشفين أن وفاة نيرة كانت بعد خلافات بينها وبين إحدى زميلاتها "نتيجة لمشادة كلامية".

وبحسب موقع صحيفة المصري اليوم، فقد صورتها زميلتها "خلسة أثناء استحمامها لإذلالها والتنمر عليها نتيجة المشادة التي وقعت بينهما".

ونقل الموقع عن صديقات الطالبة "نيرة" أن "زميلتها أرسلت لها تهديدات كثيرة، بأنها سوف تقوم بفضحها بنشر تلك الصور على تطبيقات التواصل الاجتماعي، مطالبة إياها بالاعتذار لها، حيث رضخت الطالبة للأمر واعتذرت على مجموعة خاصة على تطبيق الواتساب الخاص بطلبة الكلية لإنهاء الخلاف".

وتشير صحيفة "الشروق" إلى تداول صورة، التُقطت خلسة للطالبة نيرة أثناء وجودها داخل الحمام، ثم ابتزازها بها من قِبل زملاء آخرين في الجامعة، ما دفعها للانتحار.

وفي صورة متداولة لمحادثة على تطبيق واتساب، طرح أحد الطلاب استفتاء على "جروب الدفعة"، يطلب التصويت على طرح الصورة يوم السبت أو اليوم الساعة 12، دون تحديد هوية صاحب الصورة، وتزعم إحدى الروايات أن هذه المحادثة كانت سبباً أخيراً في تزايد الضغوط على طالبة العريش.

وزعم أحد الحسابات أن الطلاب المتهمين بابتزاز الطالبة كتبوا على مجموعة واتساب: "الشيخة اللي كانت بتصلي بينا فالسكن وعاملة نفسها إمام، تحبوا نفضحها يوم السبت ولا النهاردة الساعة 12 بالليل؟".

والأحد، قال صلاح محمود عبد الرازق، والد نيرة، إنه تقدم بشكوى إلى مكتب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يطالبه فيها بالتحقيق في وفاة ابنته. وأكد والد الفتاة في تصريحات لصحيفة الفجر أن "الجميع يشهد بأخلاقها وتقواها وإيمانها بربها، مشدداً على أن هذا الإيمان يتنافى تماماً مع فكرة الانتحار". 

مصر التعذيب في مصر النيل البلوجر سلمى الغزولي
الشرطة المصرية/ GettyImages

من جهته، قال محمد سلامة، محامي أسرة نيرة، في تصريحات لبرنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، إن الضحية، قبل وفاتها بساعات قليلة، كانت تتحدث مع والدها على الهاتف، وقد حوّل لها مبلغاً مالياً. ونفى المحامي فرضية ابتزاز زميلتها لضعف المستوى المادي للضحية وعائلتها.

تفاصيل وفاة طالبة العريش

وفقاً للمحامي، فإن الضحية شعرت مع إفطارها من الصيام بمغص شديد في المعدة، وأخبرت والدتها على الهاتف بذلك، وذهبت أيضاً لمشرفة المدينة الجامعية تشتكي، لكن المشرفة تأخرت في التصرف، حتى اتصلت برئيس المدينة الجامعية وبدوره اتصل بالعميد، وتأخروا جميعاً في نقل الطالبة إلى المستشفى.

وأضاف المحامي أن والد نيرة عندما ذهب إلى المستشفى، وجد ابنته موصولة بجهاز الأكسجين وأنابيب بفمها بعد أن استغرقت محاولات إنقاذها ساعات طويلة، لكن دون جدوى.

وذكر المحامي أن "الضحية ماتت مسمومة"، مستنداً في اعتقاده هذا إلى "موت قطة (هرة) بعد أكلها من نفس السرفيس (طبق الطعام) الذي كانت تأكل منه الضحية، قائلاً: "أؤكد أن نيرة ماتت مسمومة، لأن بعدها بقليل سرفيس الأكل اختفى، ووضع بمكان ما، وقطة وصلت له وأكلت منه وماتت، فهذا دليل على وضع السم في الأكل أو الشراب".

وقال سلامة إن تقرير الوفاة المبدئي أشار إلى "حالة سم شديدة"، متابعاً: "السم تم وضعه في طعام الإفطار، الانتحار مستبعَد البنت كانت مؤمنة وكانت صائمة وتصلي، وكانت تحاول أن تبعد إحدى زميلاتها عن الغلط الذي تفعله مع زميلها (مواعدة زميلها)".

قوات من الشرطة المصرية/ الأناضول

في حين نشر موقع "القاهرة 24" صورة وثيقة قال إنها للتقرير الطبي يؤكد دخولها للمستشفى وهي في حالة "إعياء شديد نتيجة تناولها مادة سامة"، إذ وصلت وهي "تعاني من اضطراب في درجة الوعي وهبوط حاد في الدورة الدموية، ونبضها ضعيف نتيجة تناولها مادة سامة غير معلومة، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية لها، إلا أنها فارقت الحياة".

ونفى ابن عم الطالبة للموقع أن وفاة "نيرة" كانت بسبب تناولها مادة سامة، وقال إنها "توفيت بمادة سامة غير معلومة".

في المقابل كشف صلاح الزغبي، والد الطالبة نيرة صلاح في تصريحات صحفية أن ابنته قبل الحادث بساعات قليلة كانت تتحدث مع والدتها عبر الهاتف، وأخبرتها بأنها صائمة وتحتاج لمبلغ من المال، وتم الاتفاق على إرساله لها عبر إحدى المحافظ البنكية، مضيفاً أن ابنته وعقب إفطارها وتناولها من طعام المدينة الجامعية شعرت بمغص شديد، واتصلت بوالدتها مرة أخرى لتخبرها بآلامها، وطلبت منها والدتها شراء دواء معين لتخفيف آلام المعدة.

وأضاف أنه بعد ذلك تواصلت مشرفة من المدينة الجامعية مع زوجته (والدة نيرة) وأخبرتها أن ابنتها في المستشفى وحالتها سيئة، وطلبت منها الحضور فوراً، مشيراً إلى أنه علم بعد ذلك بوفاتها، وأكد تقرير الصحة أنها توفيت متأثرة بهبوط حاد في الدورة الدموية.

وأشار إلى أن ما يهمه في الأمر أن يعلم إذا كانت ابنته ماتت منتحرة أم مسمومة؟ ولو كانت مسمومة، فمن الذي وضع لها السم في الطعام؟ ولمصلحة من؟! وكشف أن تقرير الوفاة المبدئي قال إن ابنته توفيت نتيجة حالة سم شديدة، مؤكداً أن ابنته مسلمة و"تعرف حدود دينها، ولا يمكن أن تنتحر وتموت كافرة".

ضباط الشرطة المصرية يلتقطون صورة ذاتية
ضباط الشرطة المصرية يلتقطون صورة ذاتية/رويترز
تحميل المزيد