الرئيس الأمريكى جو بايدن يظهر في برنامج فكاهي، ليتحدث عن برنامجه الانتخابي، وقلل بايدن في اللقاء مع مقدم البرنامج الفكاهي سيث مايرز يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، من أهمية الهواجس المحيطة بعمره، وسعى خلال المقابلة لاجتذاب الناخبين المترددين والشبان قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
بايدن يظهر في برنامج فكاهي
بايدن البالغ من العمر 81 عاماً قال للمذيع سيث مايرز، إنه رهان أفضل من "الرجل الآخر"، أي المرشح المحتمل، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عاماً، والذي بات من شبه المؤكد أنه سيواجهه في إعادة للمشهد الانتخابي للعام 2020.
في المقابلة المسجلة مسبقاً، قال مايرز الذي عادةً ما تستهدف نكاته في البرنامج على شبكة "إن بي سي" ترامب، إن عمر الرئيس الديمقراطي يمثل "قلقاً حقيقياً للناخبين الأمريكيين". ورد بايدن وسط ضحكات وهتافات الحاضرين: "ينبغي النظر إلى الرجل الآخر. إنه تقريباً في مثل عمري، لكنه لا يستطيع تذكر اسم زوجته".
وكان يشير بذلك إلى مشاهد سابقة في البرنامج عرض فيها مايرز مقطعاً مصوراً لترامب يشير فيها لزوجته ميلانيا باسم "مرسيدس". وأضاف: "ثانياً، فإن الأمر يتعلق بعمر أفكارك. أقصد هذا الرجل الذي يريد إعادتنا إلى الوراء. يريد أن يعيدنا إلى رو ضد وايد"، في إشارة إلى حكم للمحكمة العليا ينزع الحماية الدستورية عن الحق بالإجهاض.
في سياق موازٍ، يُنتقد بايدن بسبب قلة المقابلات الإعلامية أو المؤتمرات الصحافية التي يجريها منذ توليه منصبه، لكن أمامه الآن حملة انتخابية مكثفة في حال أراد هزيمة ترامب الذي يحسن التعاطي مع وسائل الإعلام.
بايدن يظهر في برنامج فكاهي ويسجل الحلقة في نيويورك
انتقل بايدن إلى نيويورك لتسجيل المقابلة مع مايرز، وتوجها لاحقاً إلى متجر مجاور لشراء المثلجات. وأفاد البيت الأبيض في بيان حول برنامج سيث مايرز أنه "يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة للبرنامج، وقد ظهر بايدن حين كان نائباً للرئيس في أول حلقة منه في فبراير/شباط 2014".
وصعد بايدن إلى المنصة على وقع عزف لفرقة موسيقية، وتظاهر لفترة وجيزة بأنه تائه ساخراً من هفوات ارتكبها بعد إلقائه كلمات. وأثار ذلك ضحكات الجمهور وكذلك عندما وضع نظارته الشمسية، لكن المقابلة تناولت أيضاً مواضيع جدية.
وسأل مايرز بايدن عن سبب عدم تأييده لوقف فوري لإطلاق النار في غزة رغم قوله إن الخسائر البشرية الفلسطينية للعمليات الإسرائيلية في القطاع مرتفعة جداً.
وقال بايدن إنه تم التوصل إلى اتفاق "من حيث المبدأ" لهدنة مؤقتة توافق إسرائيل بموجبها على عدم "الانخراط في أي أنشطة خلال شهر رمضان" مقابل إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس.
وأضاف: "أعتقد أنه إذا توصلنا إلى وقف إطلاق النار المؤقت هذا، فيمكننا التحرك في اتجاه يسمح لنا بتغيير الديناميكية" والانتقال لتسوية طويلة الأمد. وكرر بايدن انتقاداته الأخيرة لترامب الذي قال مؤخراً إنه سيشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أعضاء الناتو الذين لم يفوا بالتزاماتهم المالية.
بايدن يواجه اختباراً في ميشيغان
في حين يواجه دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لحرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة اختباراً الثلاثاء، في ولاية ميشيغان، حيث يوجد جمهور كبير من الناخبين ذوي الأصول العربية، وسط دعوات للديمقراطيين لوضع العلامة على اختيار "غير ملتزم" في بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية.
ويرغب كل من بايدن الديمقراطي ومنافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في تحقيق نتائج قوية في الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزبان بشكل منفصل لاختيار مرشحيهما لانتخابات الرئاسة. ومن المتوقع أن تلعب ولاية ميشيغان دوراً حاسماً في الانتخابات التي تجري في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
غضب من بايدن
يشعر الكثيرون من أبناء الجالية العربية الكبيرة بالولايات المتحدة بالغضب، إلى جانب بعض الديمقراطيين التقدميين، بسبب ما يؤكدون أنه دعم بايدن الراسخ للهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي وقت متأخر من الإثنين قال بايدن إن إسرائيل وافقت على وقف هجماتها في غزة خلال شهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ بعد غروب شمس العاشر من مارس/آذار، بينما تدرس حماس اتفاق هدنة يشمل تبادلاً للمعتقلين والرهائن. ولم يتضح بعد مدى تأثير الوضع على التصويت في ميشيغان.
وفي الفترة التي سبقت الانتخابات التمهيدية حثت رشيدة طليب عضو الكونغرس عن ولاية ميشيغان، وهي من أصل فلسطيني، الناخبين الديمقراطيين على عدم التصويت لصالح بايدن في الانتخابات التمهيدية اليوم الثلاثاء، واختيار "غير ملتزم" في بطاقات الاقتراع بدلاً من ذلك.
وحظيت حملة (غير ملتزم)، المدعومة من قيادات أمريكية من أصول عربية، بالدعم بما في ذلك في مدينة ديربورن التي تعود أصول ما يقرب من 55% من سكانها البالغ عددهم 110 آلاف نسمة إلى الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، ومعظمهم من العرب، حسبما يقول مكتب الإحصاء الأمريكي.
وعارضت جريتشن ويتمر حاكمة ميشيغان الديمقراطية يوم الأحد حملة (غير ملتزم). وحذرت من أنه إذا لم يدعم الديمقراطيون بايدن فقد يسلمون الولاية المتأرجحة والبلاد لترامب في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت ويتمر لبرنامج (حالة الاتحاد) على شبكة سي.إن.إن: "من المهم ألا نغفل حقيقة أن أي صوت لا يؤيد جو بايدن يدعم ولاية ثانية لترامب". وذكّرت ويتمر الناس بحظر السفر الذي فرضه ترامب على من ينتمون لدول إسلامية عندما كان رئيساً. وقالت: "ستكون الولاية الثانية لترامب مدمرة".
إعادة انتخاب بايدن
في حين قال وليد شهيد، وهو ديمقراطي بارز ومستشار لمجموعة (ليسن تو ميشيغان) استمعوا لميشيغان التي تقف وراء حملة (غير ملتزم) "عندما يختار الناخبون (غير ملتزم) وليس الرئيس بايدن في هذه الانتخابات التمهيدية، فإنهم يقولون إننا غير ملتزمين بإعادة انتخاب الرئيس بايدن حتى يتوقف عن تمويل حرب إسرائيل في غزة".
وقال مسؤول كبير في حملة بايدن: "نأخذ هذا على محمل الجد. الرئيس نفسه قال مراراً إنه يسمع لهؤلاء المحتجين ويعتقد أن قضيتهم مهمة". وأضاف المسؤول: "هذا ليس سبباً للذعر. ميشيغان كبيرة وبها الكثير من الدوائر الانتخابية المختلفة، وبشكل عام لدينا قصة جيدة لسردها هناك".
نقابات عمال صناعة السيارات يدعمون بايدن
في الأول من فبراير/شباط حصل بايدن على تعهد قوي بالدعم من جانب نقابات عمال صناعة السيارات، وهي كتلة تصويتية في ميشيغان لا تقل أهمية بالنسبة لمحاولة إعادة انتخابه. ويعيش بالولاية ما يقرب من 20% من العاملين في قطاع إنتاج السيارات في الولايات المتحدة، أي أكثر من أي ولاية في البلاد.
وتغلب بايدن على ترامب في ميشيغان بفارق 2.8 نقطة مئوية في انتخابات 2020. وتغلب ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الولاية نفسها بأقل من نقطة مئوية واحدة عندما فاز بالرئاسة في عام 2016. وتفسر هذه النتائج سبب رغبة كلا المرشحين في تعزيز الدعم الآن.
ومن المتوقع أن يفوز ترامب بسهولة في الانتخابات التمهيدية الثلاثاء. وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يتقدم على مستوى الولاية بنحو 57 نقطة مئوية على منافسته على ترشيح الحزب الجمهوري نيكي هيلي، وفقاً لموقع (فايف ثيرتي إيت) لتتبع الاستطلاعات.
وستتم مراقبة النتائج في ميشيغان لمعرفة مدى الصعوبة التي تواجه ترامب في جذب أعداد كبيرة من المعتدلين والجمهوريين التقليديين، وهم الناخبون الذين من المرجح أن يحتاجهم للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.