قالت صحيفة The New York Times، في تقرير لها الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، إن هناك تحولاً كبيراً مشهوداً على صعيد المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، حيث أشار مفاوضون إسرائيليون إلى أن إسرائيل مستعدة للإفراج عن أسرى فلسطينيين بارزين في سجون الاحتلال حُكم عليهم بالسجن لمدة طويلة، مقابل الإفراج عن بعض الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون في غزة، وذلك وفقاً لما أفاد به مسؤولون (لم تكشف عن جنسيتهم).
وأوضحت الصحيفة أن التغير المشهود على صعيد استراتيجية إسرائيل في المفاوضات، التي لم يُعلن عنها، يعد ملحوظاً، لأنه قد يساعد في إقناع حركة حماس بالإفراج عن الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم الحركة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والموافقة على اتفاقية قد تؤدي إلى وقف العدوان على قطاع غزة.
وفق الصحيفة الأمريكية، فقد وافق المفاوضون الإسرائيليون الآن سراً على مقترح أمريكي سوف يسمح بالإفراج عن خمس مجندات إسرائيليات مقابل الإفراج عن 15 فلسطينياً يتهمهم الاحتلال بارتكاب جرائم إرهاب، وذلك حسبما أفاد مسؤولان على علم بجهود الوساطة الجارية. تحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتيهما بسبب حساسية المناقشات، التي حدثت خلال مقابلة مع مسؤولين مصريين وقطريين وأمريكيين بباريس في الأسبوع الماضي.
ويُنظر إلى هذه الفكرة على أنها أساس للمفاوضات مع حركة حماس، التي لم ترد على المقترح.
فيما تجنبت الحكومة الإسرائيلية في السابق هذه التنازلات، بسبب الإفراج عن الفلسطينيين المدانين بارتكاب جرائم إرهاب، وفقاً لما تزعمه دولة الاحتلال، حتى لو أُفرج بالمقابل عن أسرى إسرائيليين، لأن ذلك قد يجذب انتقادات كبيرة داخلياً.
وأوضحت الصحيفة أن هناك عناصر أخرى من اتفاقية محتملة -وضمن ذلك مدة الهدنة ومطلب حماس الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة- لا تزال قيد المناقشة.
وليل السبت/الأحد 25 فبراير/شباط 2024، قرر مجلس الحرب في حكومة الطوارئ الإسرائيلية إرسال وفد إلى قطر، لاستكمال محادثات اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس، وفق إعلام عبري.
وقالت قناة "12" العبرية (خاصة) إنّ "وفداً إسرائيلياً، بمستوى تمثيل أقل من مستوى التمثيل في مؤتمر باريس، سيتوجه إلى قطر، لمواصلة المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى".
وانطلق مؤتمر باريس، الجمعة، بمشاركة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كمال.
وتجري المحادثات في ظل غياب انفراجة في المفاوضات، لكن بتفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، الموافق لنحو 10 مارس/آذار المقبل.
والأسبوع الماضي، تعثرت اجتماعات استضافتها القاهرة لبحث الصفقة، وسط إصرار حركة "حماس" على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما لا تقبله إسرائيل، حسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفي 13 فبراير/شباط الجاري، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم إعادة وفده إلى القاهرة لمزيد من المحادثات.
وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".