لا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر، تُلقي بظلالها على السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحشد مواطنون عرب ومسلمون ضد بايدن جهودهم لعدم الإدلاء بالأصوات لصالح الرئيس الأمريكي، وفق ما أفاد به موقع Middle East Eye البريطاني.
حيث تُعقد الأسبوع المقبل الانتخابات التمهيدية الأمريكية في ولاية ميشيغان، وقد استُنفرت الجهود بين المنظمين المحليين من الأمريكيين العرب والمسلمين والتقدميين المنتمين للحزب الديمقراطي لحثِّ الناخبين على التصويت باختيار "غير محسوم" في صناديق الاقتراع بدلاً من الإدلاء بأصواتهم للرئيس بايدن.
احتجاج ضد سياسة بايدن
يأتي ذلك في سياق الاحتجاجات واسعة النطاق على سياسات الإدارة الأمريكية الحالية بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.
يختار الناخبون في الانتخابات التمهيدية مرشحهم المفضل أو المرشح الذي يميلون لانتخابه من حزبهم في الانتخابات الرئاسية أو العامة أو المحلية، وهي وسيلة مهمة لقياس آراء الناخبين المنتمين لحزب معين في مرشحي الحزب قبيل الانتخابات، وترجيح المرشح الأقرب للفوز بأصوات الناخبين داخل الحزب في الانتخابات المقبلة.
وعملت المنظمات وجمعيات الأمريكيين العرب والمسلمين والتقدميين الديمقراطيين على قدمٍ وساق خلال الأسابيع الماضية في حشد الأصوات وتوجيه الحملة الاحتجاجية في مسار يخصم من الأصوات المؤيدة لبايدن في الولاية.
يهدف رواد الحملة من ذلك إلى أن يدرك بايدن بوضوحٍ أن دعم إدارته المطرد للعدوان العسكري الإسرائيلي على غزة سيُخسِره الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
"صوتي غير محسوم"
وأطلقت هذه الحملة الاحتجاجية مجموعةُ "استمع إلى ميشيغان"، وقد حظيت دعوات التصويت بـ"صوتي غير محسوم" في الانتخابات التمهيدية بمناصرة كبيرة بين نواب ديمقراطيين حاليين وسابقين ممن اعترضوا على دعم بايدن للحرب الإسرائيلية، مثل نائبة الكونغرس الديمقراطية رشيدة طليب، والنائب السابق آندي ليفين.
في سياق الدعوة للتصويت للانتخابات التمهيدية ودعم الحملة الاحتجاجية، نشرت رشيدة طليب مقطع فيديو على موقع إكس، قالت فيه: "من المهم كذلك إنشاء كتلة تصويتية، تكون بوقاً نُعلن منه: (كفى، نحن لا نريد دولة تدعم الحروب والقنابل والدمار… ونريد أن ندافع عن كل روح تُقتل في غزة)".
وقالت طُليب للناخبين في ميشيغان: "هذا هو السبيل لرفع أصواتنا، لا تتركونا محجوبين عن التأثير أكثر من ذلك"، و"إذا كنت تريد منا أن نكون أعلى صوتاً، فتعال إلى هنا وصوِّت (غير محسوم)".
عرب ومسلمون ضد بايدن
تمسُّ الحرب الجارية على غزة وتداعياتها كثيرين من سكان المجتمعات المحلية في ميشيغان، فمدينة ديربورن -على سبيل المثال- هي موطن لكثير من المهاجرين من فلسطين واليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهذه الدول متأثرة تأثراً مباشراً أو غير مباشر بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويعيش معظم الأمريكيين من أصول عربية (البالغ عددهم 200 ألف نسمة) في مقاطعة واين بولاية ميشيغان، وهي المنطقة التي تقع فيها مدينتا ديترويت وديربورن المجاورة لها، وقد صوتت هذه الجاليات بكثافة لبايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020، ويقول بعض المحللين إن هؤلاء الناخبين كان لهم تأثير بارز في مساعدة الرئيس الأمريكي في الانتصار على دونالد ترامب بفارق 154 ألف صوت.
أما الآن، فكثير من هؤلاء الناخبين عازمون على الانصراف عن تأييد بايدن، لأنهم يرون أنه لم يلتزم بالوعد الذي أعلنه وتعهد فيه بالحرص على "أهمية حياة كل فلسطيني وقيمته".
"تعرضنا للخيانة"
وقال آدم أبو صالح، وهو منظم ميداني سابق لحملة بايدن الانتخابية في انتخابات 2020، لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني: "مجتمعنا يشعر أنه تعرض للخيانة. (بايدن) يموِّل الآن الإبادة الجماعية لشعبنا، بعد أن منحناه أموالنا وساعدناه وصوتنا له ودعمناه. إلا أننا نرى الآن أنه لا يعبأ بضحايانا".
في السياق نفسه، قال محمد عناية، وهو لاجئ فلسطيني يعيش في ميشيغان منذ 41 عاماً: "لقد حان الوقت لكي نفرض قوتنا.. لا شك أننا أقلية صغيرة ولكن صار لدينا بطريقة ما قدراً غير مسبوق من النفوذ في هذا الموقع. فهذه القلة من العرب والمسلمين تقطن في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة، وأصواتهم هي المرجِّحة".
لن تؤثر الانتخابات التمهيدية في ميشيغان على فرص بايدن في أن يكون المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي، لكنها ستكون اختباراً حاسماً لموقف الناخبين الديمقراطيين من إعادة انتخاب بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق الموقع.