قال مدير الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024، إن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة، حيث إنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل القطاع سوى 9 شاحنات مساعدات، بينما تحذر منظمات من أن تتسبب المجاعة في قطاع غزة بوفيات.
كما أشار المسؤول الحكومي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعةً قد تؤدي إلى وفاتهم، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع إيصال المساعدات إلى كل مناطق القطاع، خاصةً في الشمال، الذي يعيش وضعاً مأساوياً.
حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء 20 فبراير/شباط، أن إسرائيل لم تسمح بأكثر من نصف المساعدات المقررة هذا العام إلى شمالي قطاع غزة. وفق ما جاء في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، حول منع أنشطة الإغاثة لقطاع غزة المحاصر من قِبل إسرائيل.
حيث قالت المنظمة: "السلطات الإسرائيلية منعت منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن 51% من المهمات التي خططت لها الأونروا وشركاؤها في المجال الإنساني، لتقديم المساعدات وإجراء التقييمات لمناطق شمالي غزة".
المجاعة في قطاع غزة وصلت مرحلة حرجة
كما أكدت الأونروا أن المجاعة في قطاع غزة، وصلت إلى حالة حرجة للغاية. وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت "أونروا"، أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة".
إذ تظاهر عشرات الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مساء الثلاثاء، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
جاب المتظاهرون الغاضبون شوارع مخيم جباليا، وأطلقوا هتافات تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات للقطاع، منها "بدنا ناكل"، و"بدنا نعيش"، و"الشعب يريد كيس طحين".
كما قرع الفلسطينيون أواني وطناجر فارغة، في إشارة إلى شحّ الطعام والمياه في القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وانتشار المجاعة في قطاع غزة.
بينما قال الشاب يونس أبو وردة: "الناس بدها تعيش هان لا غذاء ولا مياه، محاصرين ولا يوجد خبز". وأضاف: "الناس بتأكل أكل الحيوانات، بدها طعام مثل غيرها من دول العالم".
فيما قال محمود يونس (41 عاماً) للأناضول: "نريد الطعام، ما هو ذنب الأطفال الذين يحرمون من الغذاء والتعليم؟ لا نريد حروباً، نريد أن نربي أطفالنا ونعيش بحرية وسلام".
أضاف يونس: "نريد أن ينام أطفالنا ليلة واحدة براحة، نريد أن يأكلوا بشبع، لا نريد حروباً". وتابع: "ما ذنب ابني أن يموت ومنزلنا يُدمر، وأطفالي يتشردون في الشوارع؟ لقد مر عليّ أربعة أشهر ولم ألتقِ والدتي".
كما طالب المتظاهرون بضرورة رفع الحصار عن المناطق الشمالية لقطاع غزة، المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي خلف معاناة إنسانية دفعهم لتناول طعام الحيوانات.
في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن جميع سكان القطاع يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حيث تشير النتائج الأخيرة لفحوص سوء التغذية التي أجرتها المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية، إلى زيادة كبيرة في معدل سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً في قطاع غزة.
كما وصل سوء التغذية الحاد بالقطاع إلى 16.2%، وهو معدل يتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15%.
المجاعة في قطاع غزة تفتك بالمواطنين
في تصريحات سابقة، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، لموقع "عربي بوست"، إن المجاعة في قطاع غزة تفتك بالمواطنين، بسبب سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد أكثر من 400 ألف فلسطيني هناك.
مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة أوضح لـ"عربي بوست"، أن المجاعة في الشمال تصاعدت، خاصةً بعد نفاد كميات الأرز والطحين منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
كما أشار إلى أن حبوب وأعلاف الحيوانات التي كان يطحنها ويأكلها المواطنون في شمال غزة نفدت منذ أكثر من أسبوعين، لافتاً إلى أن بعض العائلات تلجأ الآن إلى أكل نصف وجبة كل يومين، بسبب انعدام الطعام.
المسؤول الحكومي بغزة أكد أنه وفقاً لتصنيف المنظمات الدولية، فإن شمال غزة دخل المرحلة الخامسة لكارثة المجاعة.
كما أضاف أن أكثر من 400 ألف مواطن يعانون بشكل فعلي ويومي بسبب المجاعة في شمال غزة، نتيجة سياسة التجويع والتعطيش والضغط على المواطنين والأطفال والنساء التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضمن جريمة "الإبادة الجماعية".
الثوابتة حذَّر من انعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمنعه عسكرياً إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والإمدادات المختلفة لمنطقة شمال غزة.
كما لفت إلى أنه وفقاً لشهادات صحفيين وإعلاميين وشهود عيان، فإن هناك بعض الحالات من الأطفال توفيت، نتيجة أزمة المجاعة في قطاع غزة.
وفقاً لما رصده الإعلام الحكومي بغزة، فقد أطلق الجيش الإسرائيلي النار والقذائف على شاحنات حاولت الوصول إلى محافظة شمال قطاع غزة، وأوضح الثوابتة أنهم رصدوا مقتل العشرات من الفلسطينيين كانوا يبحثون عن الطعام لأطفالهم وعائلاتهم، برصاص قوات الاحتلال.