وصف وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا رد إسرائيل على التعليقات التي أدلى بها الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بشأن قطاع غزة، بأنه "غير مقبول"، و"غير صادق"، بينما قالت وكالة رويترز، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، إن الرئيس البرازيلي وجه بعدم سحب تعليقاته.
يأتي ذلك بعد أن قال لولا دا سيلفا للصحفيين خلال القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، الأسبوع الماضي، إن "ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني لا مثيل له في لحظات تاريخية أخرى. في الواقع، حدث ذلك حينما قرر هتلر قتل اليهود".
بينما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الإثنين 19 فبراير/شباط، إن إسرائيل "لن تنسى ولن تغفر"، واصفاً تصريحات لولا بأنها "هجوم خطير معادٍ للسامية"، وقال إن الرئيس البرازيلي "شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل إلى أن يتراجع عنها".
فيما ردَّ وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الثلاثاء، على إسرائيل، وقال فييرا في تصريحات صحفية خلال قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو "أنْ تخاطب وزارة خارجية رئيسَ دولة صديقة بهذه الطريقة هو أمر غير مألوف ومثير للاشمئزاز".
كما أضاف: "إنها صفحة مخزية في تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن إسرائيل تحاول التغطية على ما يحدث في غزة. ولم تردّ الحكومة الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق على تصريحات فييرا خارج ساعات العمل.
الرئيس البرازيلي لن يتراجع عن تصريحاته
قبل ذلك، ذكرت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الإثنين، أن البرازيل لا تنوي سحب تعليقات رئيسها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وأفادت المصادر بأن لولا وجَّه بعدم سحب التعليقات، وبتقديم أي إجابات عبر القنوات الدبلوماسية.
الأحد 18 فبراير/شباط، شبَّه الرئيس البرازيلي جرائم إسرائيل في قطاع غزة بما فعله الزعيم النازي أدولف هتلر باليهود، وفق ما صرح به في مؤتمر صحفي عقده دا سيلفا على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
حيث اتهم الرئيس البرازيلي إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال إن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. وأضاف: "ما يحدث في قطاع غزة ليست حرباً، بل إبادة جماعية".
كما شدد دا سيلفا على أن "الإبادة الجماعية بغزة ليست حرب جنود ضد جنود، بل هي حرب بين جيش مجهز بشكل جيد للغاية من ناحية، والنساء والأطفال من ناحية أخرى".
بينما أوضح الرئيس البرازيلي أن "ما حدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يحدث أبداً في أي وقت من الأوقات في التاريخ". واختتم حديثه بالقول: "في الواقع، حدث ذلك عندما قرر الزعيم النازي أدولف هتلر قتل اليهود".
البرازيل تدين الاحتلال الإسرائيلي
من جهة أخرى، طلبت البرازيل من محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، التأكيد على أن احتلال إسرائيل لفلسطين "غير قانوني وينتهك التزاماتها الدولية"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
جاء ذلك على لسان الدبلوماسية البرازيلية ماريا كلارا باولا دي توسكو، خلال جلسة استماع عقدتها محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، في مدينة لاهاي الهولندية، حول التبعات القانونية للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أكدت دي توسكو على أن إسرائيل تواصل، منذ عام 1967، انتهاك القانون الدولي والعديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
فيما أشارت إلى أن إسرائيل تمارس التمييز ضد الفلسطينيين، مؤكدة على ضرورة إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وأكدت على أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره هو "حق مطلق ولا غنى عنه".
بينما لفتت إلى أن البرازيل تريد من محكمة العدل الدولية أن تؤكد على أن الاحتلال الإسرائيلي "غير قانوني وينتهك التزاماتها الدولية بطرق مختلفة".
كما أوضحت أن "السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين هو حل الدولتين، الذي يتضمن دولة فلسطينية قابلة للحياة اقتصادياً، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل".
بدورها، قالت ممثلة تشيلي في الجلسة، المحامية كسيمينا فوينتيس توريجو، إن بلادها تدعم حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل.
حيث أوضحت أن "إسرائيل لم تنتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير فحسب، بل انتهكت أيضاً قواعد القانون الدولي الأخرى، بما في ذلك حظر استخدام القوة، وضم الأراضي الفلسطينية". ودعت توريجو إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.