صورة لملك المغرب معدلة بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل وسط ضجة في عالم الوسائط الرقمية منذ 18 فبراير /شباط الجاري، الصورة المتداولة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي للملك محمد السادس، والتي ادعى البعض أنها التقطت داخل أروقة القصر الملكي بالرباط، تظهر أنها في الواقع عمل فني معدل بإبداع من قبل الفنان الغرافيكي طه حوسيني.
حوسيني، في توضيح عبر حسابه على إنستغرام، يكشف أن الصورة ليست حديثة وإنما هي من صنع يديه، مدفوعاً بمشاعر الحب والاحترام التي يكنها للملك، مما يطرح تساؤلات حول التأثير المتزايد للصور المعدلة في تشكيل الرأي العام وانتشار المعلومات المضللة.
المحامون المغاربة والظهير رقم 1.56.204
تحذير قانوني في المغرب تداول صورة لملك المغرب معدلة بالذكاء الاصطناعي يثير القلق. المحامون المغاربة يحذرون من تداول صورة معدلة للملك محمد السادس دون الإشارة إلى أنها غير رسمية ومعدلة، في ظل الأحكام الصارمة للظهير الشريف رقم 1.56.204 الذي ينظم استخراج ونشر صور العاهل المغربي وأفراد الأسرة الملكية.
هذا القانون يشدد على أن جميع الصور والأعمال الفنية التي تمثل العائلة الملكية يجب أن لا تنشر أو تعرض أو تباع بدون إذن مسبق من الديوان الملكي.
يؤكد الفصل الأول من الظهير ضرورة الحصول على هذا الإذن لأي نشر، بينما ينص الفصل الثاني على أن الصور المنشورة يجب أن تحمل اسم صاحبها ورقم الإذن الممنوح. وفي الفصل الثالث، يوضح الظهير العقوبات المترتبة على المخالفات، التي تتراوح بين غرامات مالية وعقوبات بالسجن.
يأتي هذا التحذير في ظل حادثة في عام 2010، حيث تم تغريم تاجرين صينيين لبيعهما صور العاهل المغربي دون الحصول على الإذن اللازم من الديوان الملكي، مما يبرز الأهمية القصوى لالتزام الأفراد والمؤسسات بالقوانين المتعلقة بحقوق الصورة والنشر في المغرب.
تحذيرات حول انتشار صورة لملك المغرب معدلة بالذكاء الاصطناعي
حسب موقع "هيسبريس" المغربي نشر تحذير قضائي من نشر صورة لملك المغرب معدلة بالذكاء الاصطناعي دعوة للوعي والتحفظ. في تصريح له لموقع هسبريس، أشار سعيد معاش، محامٍ بهيئة الدار البيضاء، إلى أن نشر الظهير الشريف رقم 1.56.204 على صفحته جاء بهدف توعية المواطنين حول أهمية التمييز بين الصور الرسمية وتلك المعدلة رقمياً للعاهل المغربي.
معاش يؤكد أن الظهير ما زال ساري المفعول، محذراً من العواقب القانونية لنشر صور العاهل دون التنويه إلى أنها معدلة أو غير رسمية.
يبرز معاش الحاجة إلى قناة رسمية معتمدة لنشر صور العاهل، مشيراً إلى الإقبال الكبير من المغاربة على رؤية صوره. ويضيف أن استخدام التقنيات الرقمية في ترويج الصور يجب أن يتضمن توضيحاً بأنها ليست رسمية، مع ضرورة وجود توقيع صاحبها.
ويوضح معاش أن الحادثة الأخيرة، التي شهدت ترويج شخصيات معروفة لصورة العاهل المغربي المعدلة دون التوضيح اللازم، تقع ضمن إطار الظهير المذكور. ويؤكد أهمية مرافقة أي صورة معدلة بتوضيح أنها تمت معالجتها رقمياً.
ويحذر المحامي من مخاطر الترويج لصور العاهل المغربي المعدلة في المستقبل باعتبارها رسمية، مشدداً على أن الظهير ما زال ساري المفعول ويمكن تطبيقه في أي وقت، خاصة في الحالات التي تكون فيها التداعيات كبيرة.
يوضح معاش أن نشر هذه الأنواع من الأعمال الفنية التي تصور العائلة الملكية على منصات مختلفة، سواء لأغراض اجتماعية أو سياسية أو تجارية، يتطلب أيضاً الحصول على إذن خاص. يؤكد أن نشر الظهير على صفحته كان يهدف لتوعية المواطنين بشأن ترويج صورة العاهل المغربي دون توضيح أنها معدلة.
"توضيح من مصمم الصورة المثيرة للجدل للملك محمد السادس: حوار مع وكالة فرانس برس. في حديث حصري مع وكالة فرانس برس بتاريخ 18 فبراير / شباط، أوضح طه الحسيني، الناشر والمصمم الذي يقف وراء الصورة المعدلة للملك محمد السادس، أنه هو صاحب العمل الفني. ينفي الحسيني بشكل قاطع أن تكون الصورة حقيقية، مشيراً إلى أنه استخدم برامج تعديل الصور والذكاء الاصطناعي لإنشائها، مدفوعاً بمحبته للملك.
تلقت الصورة انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداولها على نطاق واسع باعتبارها صورة حقيقية. نتيجة لهذا الانتشار، قام الحسيني بتعديل المنشور الأصلي للصورة، موضحاً أنها من تصميمه وليست حقيقية. هذا التوضيح يأتي في وقت حساس، حيث يزداد الوعي بأهمية التحقق من صحة الصور والمعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية."
في عصر الذكاء الاصطناعي وترويج الصور، يشير معاش إلى عدم إمكانية التنبؤ بتداعيات هذه الأعمال، مطالباً بإنشاء قناة رسمية موثوقة لنشر صور العاهل المغربي. يؤكد أيضاً أهمية توضيح أن أي صورة للعاهل المغربي تم تعديلها باستخدام التقنيات الرقمية ليست رسمية، وضرورة توقيع صاحب الصورة عليها. يلفت النظر إلى أن العديد من الشخصيات المعروفة روَّجت للصورة دون التوضيح اللازم ودون توقيع صاحبها؛ مما يجعلها تدخل ضمن نطاق الظهير المذكور.