قال فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة 16 فبراير/شباط 2024، إن تدفق نازحين فلسطينيين من رفح بغزة إلى سيناء بمصر سيكون بمثابة كارثة، لافتاً إلى أن السلطات المصرية أوضحت أنه يتعين مساعدة الناس داخل القطاع.
وقال جراندي في تصريحات لوكالة رويترز، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: "ستكون كارثة على الفلسطينيين… كارثة على مصر وكارثة على مستقبل السلام". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت السلطات المصرية اتصلت بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن خطط الطوارئ المحتملة قال: "المصريون قالوا إنه تجب مساعدة الناس داخل غزة، ونحن نعمل على ذلك".
ويأتي هذا بعد أن كشف موقع Ynet الإسرائيلي أن الجدار الذي تقوم القاهرة بتشييده الآن على حدود غزة، والذي نشرت صوره الأولى بالفعل، يتوقع منه أن يجهِّز المنطقة لاستقبال ما لا يقل عن مليون ونصف مليون فلسطيني من سكان غزة الذين أجبرتهم القوات الإسرائيلية على ترك منازلهم في مختلف مناطق القطاع والنزوح إلى جنوب غزة، وقد تجمع معظمهم في خيام أو في مناطق مفتوحة قريبة من شاطئ البحر، على مسافة ليست بعيدة من الحدود الرسمية بين غزة ورفح المصرية.
فيما نشرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين في القاهرة، أن السلطات المصرية تخشى عملية إسرائيلية في منطقة رفح، ولهذا السبب شرعت في بناء مجمع محاط بالأسوار بمساحة 21 كيلومتراً مربعاً في شبه جزيرة سيناء. وذكرت تلك المصادر أن المنطقة المقامة ستكون مهيأة لاستقبال 100 ألف شخص.
فيما قال مقاولون مصريون يعملون في تهيئة المنطقة للموقع الإسرائيلي، إن ارتفاع الجدار سيبلغ 7 أمتار في المرحلة الأولى، و"إذا لزم الأمر، سنزيد من ارتفاعه فوق ذلك"، وستُهدم المنازل التي بُنيت في المنطقة لاستقبال بدو سيناء بعد نزوحهم أثناء العملية العسكرية المصرية، لتستخدم أرض المنطقة لمصلحة المشروع الجديد. وجدير بالإشارة أن هؤلاء المقاولين أنفسهم كانوا من المفترض أن يشاركوا في إعادة إعمار غزة، وبناء مبانٍ سكنية جديدة عوضاً عن تلك التي دمرتها غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
جرائم الاحتلال في غزة
وأجبر الاحتلال الإسرائيلي الذي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
وتعلن إسرائيل حالياً نيتها اجتياح المنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".
وتفيد تقديرات أن نحو مليون و400 ألف مدني محاصرون في رفح، فيما يحذر المجتمع الدولي من أن الهجوم على المدينة سيؤدي لمأساة جديدة وكبيرة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".