تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات فلسطينية، السبت 10 فبراير/شباط 2024، فيديو وثق موقفاً بطولياً لمسعفة فلسطينية خاطرت بحياتها تحت رصاص قناصي الاحتلال، لإنقاذ مصاب، في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب القطاع.
وأظهر الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي المسعفة الفلسطينية وهي تهرع تحت إطلاق للنار، دون أن تبالي بقوات الاحتلال التي كانت تحاصر المستشفى بالقناصين، وتوجهت دون تردد وهي تركض نحو المصاب لتقدم له الإسعافات الأولية، ثم تم نقله إلى داخل المستشفى لاستكمال علاجه، في موقف نال إشادةً واسعةً على مواقع التواصل الاجتماعي.
موقف بطولي لمسعفة الفلسطينية
الناشط الكويتي عبد الله العمودي شارك فيديو المسعفة الفلسطينية وعلَّق عليه قائلاً: "طبيبة فلسطينية في غزّة تتحدى القنّاصة لُتنقذ جريحاً وتقوم بإسعافه، إن كان الحديث عن المقاومة المسلحة يطول، فالحديث عن صمود الشعب الفلسطيني يطول أيضاً، وهو الطبيعي لشعبٍ مقاوم واجه العالم وحده ويُنسى يوماً بعد يوم".
فيما كتبت صفحة "هلا قطر"، التي يتابعها الآلاف، تعليقاً على الفيديو في منصة "إكس": "امرأة بألف رجل.. طبيبة فلسطينية شجاعة تغامر بحياتها من أجل إنقاذ شاب أصيب برصاص قناص إسرائيلي، في محيط مستشفى ناصر في خان يونس بغزة".
أما بدر المحروقي فعلق قائلاً: "في لحظة شجاعة لافتة، أنقذت طبيبة فلسطينية شاباً برصاص القناص الإسرائيلي، لا يمكن أن نتجاهل هذا العمل البطولي الذي يكشف عن مدى شجاعة وتضحية أبطالنا في غزة".
جرائم الاحتلال في غزة
ويأتي الموقف البطولي للمسعفة الفلسطينية هذا على وقع جرائم متواصلة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، إذ أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قناصة الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا النار على مواطنين فلسطينيين، أمام مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، ونتج عن تلك الاستهدافات سقوط شهيدة فلسطينية وإصابة ثلاثة مواطنين فلسطينيين.
كما أضافت أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت النار والقذائف صوب الطوابق العلوية من مجمع ناصر الطبي، غربي خان يونس.
وشنَّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، قصفاً عنيفاً استهدف منازل ومربعات سكنية في جنوب غزة، حيث يعيش النازحون مأساةً إنسانيةً في ظل انعدام المساعدات ونقص الغذاء، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على وضع المدنيين في رفح، بعد إعلان الاحتلال اعتزامه شنّ عملية برية.
ودخلت حرب الاحتلال ضد غزة يومها الـ127 على التوالي، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى 27947، وأصيب 67459 مواطناً، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى أمس الجمعة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
قلق أممي على وضع المدنيين جنوب غزة
وفي تعقيبه على ما تتعرض له المناطق الشمالية بالقطاع، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك: إن "المدنيين في رفح بحاجة إلى الحماية، ولا نريد أن نرى أي نزوح قسري، ولن ندعمه بأي شكل لأنه يتعارض مع القانون الدولي".
فيما دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، إلى الاهتمام بوضع المدنيين في قطاع غزة باسم الإنسانية.
وقال فرانسيس في منشور له عبر منصة إكس، تعليقاً على الاستعدادات الإسرائيلية لشن عملية عسكرية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إنه شعر بـ"الصدمة والقلق العميق" إزاء الأنباء المتعلقة بالعملية العسكرية المحتملة من قبل إسرائيل على رفح.
وأوضح أنه يضم صوته إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في حماية جموع المدنيين الأبرياء الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
وطالب رئيس الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة، "باسم الإنسانية"، بأن يتم الاستماع إلى محنة هؤلاء الناس والاهتمام بهم.
وجدد مطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والامتثال لالتزامات القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين.