ذكر مقررون في الأمم المتحدة، الجمعة 9 فبراير/شباط 2024، أن قيام قوات إسرائيلية بمداهمة مستشفى في الضفة الغربية وقتلها ثلاثة فلسطينيين، أحدهم كان يتلقى العلاج، يمكن أن يصل إلى حد "الإعدام خارج نطاق القضاء، وجريمة حرب".
وقد جاء ذلك في بيان صادر عن مقررين بالأمم المتحدة، بشأن اقتحام قوات إسرائيلية مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، بالضفة الغربية المحتلة، في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، متنكرين بملابس فلسطينية.
جرائم حرب
جاء في البيان أنّ "قتل إسرائيل العلني وغير القانوني لثلاثة رجال فلسطينيين في مستشفى ابن سينا بجنين بالضفة الغربية المحتلة، قد يرقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
كما شدد على أنه "قد يرقى ذلك إلى حد الإعدام خارج نطاق القضاء، وجرائم حرب".
كذلك، أشار البيان، إلى أن إسرائيل زعمت أن القتلى الثلاثة ضالعون في أعمال "إرهابية" ارتكبتها فصائل فلسطينية مسلحة، مشدداً على أنه يجب على إسرائيل احترام القانون الدولي والقانون الإنساني في جميع الحالات.
ثم أوضح أن من بين من قتلتهم القوات الإسرائيلية مدنياً يتلقى العلاج في المستشفى، ويدعى باسل أيمن الغزاوي. وأضاف: "بموجب القانون الدولي الإنساني، فإنّ قتل مدني يتلقى العلاج في المستشفى يشكل جريمة حرب".
مطالب بفتح تحقيق
في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام "الشاباك" والوحدة الشرطية الخاصة "3 فلسطينيين داخل مستشفى ابن سينا".
في السياق، طالب بيان المقررين الأمميين إسرائيل بإجراء تحقيق وفقاً للقانون الدولي، "من أجل محاكمة ومعاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم ومن ساعد على ارتكابها".
كما طالب بتنفيذ الإجراءات التي من شأنها منع وقوع "جرائم القتل التعسفي" محتملة في المستقبل، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.
تفاصيل العملية
قناتا "12" و"13″ الإسرائيليتان قالتا وقتها إن العملية "نفذت في غضون 10 دقائق، حيث وصلت القوة إلى الطابق الثالث من المستشفى، وقضت على 3 فلسطينيين بأسلحة كاتمة للصوت".
إذ ادعت القناة 12 أن "القوة الخاصة وصلت إلى غرفة الاختباء في الطابق الثالث، وقضت على الثلاثة بمسدسات كاتمة للصوت، وخرجت دون أن تصاب بأذى في غضون دقائق".
كما تابعت أن العملية بدأت بمعلومات فحصها الشاباك حول "النية الفعلية للفلسطينيين الثلاثة محمد جلامنة، ومحمد غزاوي، وباسل غزاوي، تنفيذ هجوم في المستقبل القريب".
وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال من داخل مستشفيات، لكن لم يسبق له على الأقل خلال السنوات الأخيرة، أن نفذ عملية اغتيال داخل أحد المستشفيات.
وفقاً لمقطع مصور من كاميرات مراقبة بالمستشفى، فقد شارك 13 عنصراً ملثماً يحملون أسلحة رشاشة، في العملية التي نفذتها القوة الخاصة، بينهم شخص ظهر بزي طبيب، وآخر في هيئة مسعف، وآخرون ظهروا في هيئة سيدات محجبات ورجال بملابس عربية.
كما يظهر المقطع أفراد القوة الإسرائيلية وهم يجبرون أحد الطواقم الطبية الفلسطينية على الجلوس أرضاً، كما بدا أحد أفراد القوة حاملاً كرسياً متنقلاً.
وفقاً لمراسل الأناضول، فإن المشاركين في القوة الإسرائيلية من "المستعربين"، وهو مصطلح يطلق على رجال عصابات إسرائيليين وأفراد وحدات خاصة يتخفون بلباس عربي أو يتخذون أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين.