أُطلقت ثمانية صواريخ باتجاه المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، في الوقت الذي كشفت فيه قناة إسرائيلية عن بوادر إيجابية لمسار سياسي يهدف إلى وقف التصعيد في جنوب لبنان.
القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أنه تم رصد إطلاق 8 صواريخ على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، فيما دوّت صفارات الإنذار في عدد من المستوطنات في منطقة الجليل الأعلى.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "رد على مصادر النيران بالمدفعية"، دون تحديد الصواريخ التي أطلقت أو المناطق التي سقطت فيها، أو ما سببته من أضرار.
وسائل إعلام لبنانية ذكرت أن مدفعية الاحتلال قصفت مناطق بالجنوب اللبناني بما فيها المنطقة الحرجية بين بلدتي طير حرفا وشمع، وذلك رداً على إطلاق الصواريخ.
في السياق، أعلن حزب الله مقتل ثلاثة من مقاتليه، وذلك في اشتباكات مع جيش الاحتلال في ظل التصعيد في جنوب لبنان.
حزب الله أوضح أن المقاتلين عباس خضر ناصر، من بلدة يارون، وعباس أحمد الخرسا، من بلدة الطيري، ومحمد حسن فقيه، من بلدة عيترون، قُتلوا "على طريق القدس"، وفق وصف البيان.
وبذلك ترتفع حصيلة قتلى "حزب الله" إلى 182، جراء القصف المتبادل بشكل يومي مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حدود لبنان الجنوبية.
إعلام الاحتلال يتحدث عن بوادر إيجابية لوقف التصعيد في جنوب لبنان
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن بوادر "إيجابية" ظهرت لمسار سياسي يوقف التصعيد في جنوب لبنان على أساس اقتراح أمريكي من مرحلتين.
وفقاً للقناة الإسرائيلية، فإن الإشارات الإيجابية ظهرت خلال اجتماعات كبير مستشاري الرئيس الأمريكي عاموس هوكشتاين، مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب، على رأسهم وزير الجيش يوآف غالانت.
وأضافت: "وصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين مساء الأحد لعقد سلسلة لقاءات في إسرائيل، ويبدو أنه لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ظهرت إشارات إيجابية للقناة الدبلوماسية".
وفقاً لمسؤولين كبار في تل أبيب، فإن شعوراً أفضل ينشأ من اللقاءات عما كان عليه في بداية الحرب، مع وجود فرصة حقيقية لنجاح الخطوة، وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية.
المقترح الأمريكي كما ذكرت القناة يتضمن صيغة من خطوتين، في المرحلة الأولى، "سيقوم الطرفان بإعداد اتفاق تفاهم مؤقت، يتضمن انسحاب قوات حزب الله من حدود الجنوب اللبناني، وزيادة انتشار قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة، وأخيراً عودة الإسرائيليين إلى البلدات التي تم إخلاؤها شمالاً مع بداية الحرب".
واعتبرت القناة أنه "إذا أثمرت الجهود بالفعل، فإن المفاوضات ستتم في المرحلة الثانية، والتي ستكون إسرائيل في إطارها مستعدة أيضاً لتسويات معينة"، في إشارة إلى مفاوضات ترسيم الحدود البرية مع لبنان، التي تضغط واشنطن لعقدها.
الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، رفض بلاده مشروع إسرائيل القاضي بانسحاب "حزب الله" شمالاً لتتمكن من إعادة مستوطنيها إلى منازلهم، معللاً ذلك بالقول إن بيروت تريد "حلاً كاملاً هو تبيان الحدود بين الجانبين".
الأحد، كان غالانت قد أبلغ هوكشتاين أن تل أبيب مستعدة لحل الصراع مع جنوب لبنان، من خلال "التفاهمات الدبلوماسية"، وفق بيان صدر عن مكتب وزير الجيش بعد لقائه هوكشتاين في تل أبيب.
إلا أن غالانت استدرك مخاطباً هوكشتاين: "لكننا مستعدون أيضاً لأي سيناريو آخر"، وقال إنّ "إسرائيل ملتزمة بتحسين الوضع الأمني على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، بما في ذلك إزالة تهديدات التسلل وإطلاق النار من لبنان".
وبحسب بيان مكتب غالانت، "ناقش الطرفان ضرورة تغيير الوضع الأمني في الساحة الشمالية، وبحثا سبل إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال".
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توتراً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين جيش الاحتلال من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
وخلفت الحرب على غزة، حتى الأحد، "27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.