ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير لها الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات مسيَّرة مقاتلة، وانحازت إلى أحد الجانبين في حرب أهلية كارثية يغذيها وكلاء حريصون على الوصول إلى البحر الأحمر، مشيراً إلى أن طهران تهدف من خلال ذلك إلى تعميق نفوذها في الشرق الأوسط.
وفق الوكالة الأمريكية، فإنَّ تدخل إيران في الصراع المستمر منذ تسعة أشهر إلى جانب الجيش، الذي فقد مساحات واسعة من الأراضي لصالح مجموعة شبه عسكرية يُزعم أنها مدعومة من الإمارات، يزيد من المخاطر بالنسبة للدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي هي بالفعل على وشك المجاعة. ويسلط ذلك الضوء على أهمية ساحل السودان على البحر الأحمر الذي يبلغ طوله 400 ميل، حيث تتنافس دول مثل الصين وروسيا وتركيا من أجل الوصول إليه.
"طائرة مهاجر 6"
في السياق، قال آلان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية، إن توفير إيران طائرات مسيَّرة وغيرها من أشكال الدعم المادي للجيش السوداني "أمر معروف على نطاق واسع في المجتمع الدبلوماسي".
تقول الوكالة الأمريكية، إن استعادة حليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران لكنه سيثير قلق القوى الإقليمية والغربية الأخرى.
كذلك، قال ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للكشف عن معلومات حساسة، إن السودان تلقى شحنات من طائرة مهاجر 6، وهي طائرة مسيَّرة ذات محرك واحد صُنِّعَت في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية وتحمل ذخائر موجهة بدقة. وأكد المحللون الذين فحصوا صور الأقمار الصناعية وجود الطائرة المسيَّرة في البلاد.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن "مهاجر 6" قادرة على شن هجمات جو-أرض، والحرب الإلكترونية، والاستهداف في ساحة المعركة. ومن غير الواضح ما هو التأثير الذي قد يكون لهذه الطائرة في السودان.
لتعزيز نفوذ طهران
من شأن تسليح السودان أن يعزز النفوذ العسكري لطهران في الشرق الأوسط الأوسع، إذ تدعم إيران جماعات تتراوح من حماس في غزة إلى حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، إضافة إلى برنامجها المتنامي للطائرات المسيَّرة. وتقول الولايات المتحدة إن إيران قامت بالفعل بتزويد حزب الله وحماس وكتائب حزب الله في العراق والحوثيين والجيش الإثيوبي.
ومن شأن هذه الخطوة أيضاً أن تضع إيران في مواجهة الإمارات، التي يقول الجيش السوداني وخبراء الأمم المتحدة ودبلوماسيون غربيون إنها تدعم قوات الدعم السريع، الميليشيا المسلحة التي تسيطر الآن على العديد من المدن الرئيسية في البلاد. وأعادت طهران والجيش السوداني فتح العلاقات الدبلوماسية في عام 2023 بعد توقف دامَ سبع سنوات، بسبب دور السودان في التحالف الذي تقوده السعودية والذي قاتل الحوثيين في اليمن.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد اتهمت إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيَّرة من طراز مهاجر 6 في حربها ضد أوكرانيا. ووسعت واشنطن، العام الماضي، عقوباتها المتعلقة بإيران، مشيرة إلى "نشر طهران المستمر والمتعمد للطائرات المسيَّرة لتمكين روسيا ووكلائها في الشرق الأوسط والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار".
وتقول إيران إن صادراتها الدفاعية ارتفعت في السنوات الأخيرة، لكنها نفت مراراً إرسال طائرات مسيَّرة إلى روسيا، وتقول إن أوكرانيا لم تظهر أي دليل يثبت ادعاءها. وتنفي طهران أيضاً تسليح الحوثيين، قائلة إن الجماعة قوية بما يكفي للتحرك بمفردها. وفي 17 يناير/كانون الثاني، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، إنه ليس من مسؤولية إيران إذا قامت دول أخرى بتقليد الطائرات المسيَّرة الإيرانية.
ومن بين الأدلة التي تثبت وجود طائرة مهاجر 6 في السودان، صورة الأقمار الصناعية التي التُقِطَت في 9 يناير/كانون الثاني، للطائرة المسيَّرة في قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة الخرطوم.