شارف سكان شمالي قطاع غزة على المجاعة، جراء أزمة طاحنة في ندرة وجود الدقيق والمواد الغذائية الأساسية، جرّاء العدوان المتواصل منذ 107 أيام، وإطباق الاحتلال على تلك المنطقة، ومنع وصول المساعدات إليها.
المواطنون في شمال قطاع غزة، أجبروا على استبدال الدقيق والقمح بأعلاف الحيوانات من الشعير والذرة، لإطعام أطفالهم، في ظل حصار خانق منعت فيه عنهم المياه والوقود والغذاء.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر المطحنة الوحيدة في شمال قطاع غزة، والتي عمرها ما يقارب الـ100 عام، وقدرتها الإنتاجية الضئيلة.
المواطنون اضطروا للجوء إلى طحن الأعلاف المخصصة للطيور والدواب، وإحضارها إلى المطحنة الوحيدة والانتظار لأيام، لاستخدامها لإنتاج الخبز، في ظل معاناتهم المتفاقمة.
منظمات أممية تحذر من المجاعة في قطاع غزة
الأمم المتحدة حذّرت من أنَّ المجاعة تلوح في الأفق، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي: "إنَّ شبح مجاعة طويلة الأمد يطارد سكان غزة، إلى جانب الأمراض وسوء التغذية وغيرها من التهديدات الصحية".
ويواجه الناس أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المُسجَّلة على الإطلاق. وقال منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إنَّ المجاعة على الأبواب.
وفي ديسمبر/كانون الأول، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة الإسرائيلية باستخدام التجويع "وسيلةً من وسائل الحرب" في غزة، قائلة إنَّ إسرائيل تمنع عمداً توصيل المياه والغذاء والوقود.
في 15 يناير/كانون الثاني 2024، دعت 3 منظمات رئيسية تابعة للأمم المتحدة، إلى إيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل "أسرع وأكثر أماناً".
في بيانها مشترك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، إنه "مع تزايد خطر المجاعة، وتعرض المزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة، هناك حاجة ماسة لخطوة تغيير أساسية في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وحذرت المنظمات الأممية من "نقص شديد" في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية في شمال القطاع، وفق البيان.
وبحسب البيان، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، إن "الناس في غزة يواجهون خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من شاحنات مملوءة بالأغذية".
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال، السبت 20 يناير/كانون الثاني الجاري، إن القوات الإسرائيلية، صعّدت من استخدام التجويع ومنع الإمدادات الإنسانية عن سكان مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، وتستخدم ذلك سلاحاً لتحقيق التهجير القسري وإجبار المدنيين على النزوح لمحاولة تجنب الموت قصفاً أو جوعاً.