كشف تقرير نُشِر يوم الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024 عن تباطؤ النمو السكاني في الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه لا يزال مرتفعاً نسبياً باعتبار أنها مُصنَّفة دولة متقدمة، مع استمرار انخفاض معدلات الإنجاب بين جميع المجموعات الدينية، وذلك وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Times of Israel الإسرائيلية، الإثنين.
وقال التقرير الصادر عن مركز Taub Center for Social Policy Studies في إسرائيل -ومقره القدس المحتلة- إنَّ عدد السكان بلغ، حتى نهاية العام الماضي، 9.84 مليون نسمة، بزيادة 1.86% خلال عام.
انخفاض معدل الخصوبة
يقل معدل النمو هذا عن المتوسط خلال العقد الماضي، على الرغم من أنَّ معدل الوفيات في العام الماضي سجل انخفاضاً قياسياً حتى نهاية سبتمبر/أيلول، وكانت الهجرة أعلى من المعدل الطبيعي.
بين عامي 2018 و2022، انخفض متوسط معدل الخصوبة لليهود من 3.17 إلى 3.03 طفل لكل امرأة، بحسب خبير الديموغرافيا في مركز Taub البروفيسور أليكس فاينرب. وسجلت النساء المسلمات والمسيحيات انخفاضاً أكبر، من 3.20 إلى 2.91 لمعدل الإنجاب بين المسلمين، ومن 2.06 إلى 1.68 بين المسيحيين. أما بين النساء الدرزيات فقد بلغ الانخفاض من 2.16 إلى 1.85.
كذلك، ذكر التقرير أنَّ الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 شهدت تراجعاً في معدل الخصوبة بين النساء اليهوديات بنسبة 3.6% عمّا كان عليه خلال نفس الفترة من عام 2022، بينما كان معدل الخصوبة لدى النساء العربيات أقل بنسبة 3.1%.
مجموعة "غير يهودية" داخل الاحتلال
في السياق، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 إلى تعزيز الهجرة إلى إسرائيل، التي كانت تمثل، خلال العقد السابق، نحو 20% من النمو السكاني سنوياً.
خلال عام 2022، ارتفع هذا الرقم إلى 39%، مع استمرار نفس المستوى في النصف الأول من عام 2023.
وأشار البروفيسور فاينرب إلى أنَّ المجموعة التي وصفها مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل بأنها "غير مصنفة حسب الدين" وتتألف بالأساس من مهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق الذين لم تقبلهم السلطات الدينية في البلاد على أنهم يهود، تسهم بدور متزايد الأهمية في التغيرات الديموغرافية في إسرائيل.
ففي عام 2009، شكَّلت هذه المجموعة حوالي 3% من النمو السنوي في إسرائيل، وارتفعت إلى 6% بحلول عام 2012، و8% بحلول عام 2015، و13% بحلول عام 2019، وما يقرب من 20% بحلول عام 2023.
وأظهرت بيانات من مسح للقوى العاملة أنَّ هذه المجموعة تمتعت بأعلى معدل توظيف وتسهم بأطول ساعات عمل من أية مجموعة في إسرائيل – حتى إنها تجاوزت تلك التي يتمتع بها اليهود العلمانيون.
وكتب البروفيسور فاينرب: "بعبارة أخرى، يبدو أنَّ هذه المجموعة من المهاجرين هي النوع المحدد من السكان المنتجين الذي يدعمه ويسعى لتشجيعه العديد من المُروِّجين للهجرة في أوروبا. وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ إسرائيل كانت محظوظة اقتصادياً".
وأشار التقرير إلى نمو ثابت في علاجات الخصوبة في إسرائيل، حيث نفذت 26 عيادة تلقيح صناعي معتمدة من وزارة الصحة 50.680 دورة علاجية في عام 2020. وفي عام 2019، 5% من جميع المواليد الأحياء أُنجِبوا بمساعدة التلقيح الاصطناعي.