أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، السبت 20 يناير/كانون الثاني 2024، بأن وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف غالانت، حاول اقتحام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدي يشمل العديد من الأشخاص الموجودين بالمكان، ومن ضمنهم حراس الأمن والمستشارون.
الموقع أشار إلى أن غالانت هدد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بإحضار لواء غولاني للسيطرة على الوضع في مجلس الحرب.
ويعتبر ديرمر، الذي تخلى عن جنسيته الأمريكية ليشغل منصب المبعوث الاقتصادي في واشنطن قبل أن يصبح سفيراً هناك، من أقرب المقربين من نتنياهو.
"معركة تسجيلات"
ووفقاً لموقع "واللا"، فإن "تقارير قبل فترة ليست بالطويلة، قد أفادت بوجود (معركة تسجيلات) بين مكتبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع. إذ يتحكم مكتب رئيس الوزراء في النظام الذي يُسجِّل اجتماعات الحكومة، وهذا أمر معروف ولا يحظى بإعجاب الجميع، خصوصاً في وقت نواجه فيه لجنة تحقيق".
وتابع الموقع: "وقد لاحظ أحد أبرز أفراد طاقم نتنياهو في أحد اجتماعات الحكومة المصغرة أحد رجال غالانت جالساً ومعه جهاز تسجيل صغير. وكان جهاز التسجيل في وضع التشغيل ويقوم بعملية التسجيل. وقد تسبب ذلك باضطراب كبير وأفسد الثقة بين المكتبين".
وتدهور الوضع بعد ذلك، بحسب "واللا"، لافتاً إلى أن "غالانت بالفعل حاول اقتحام مكتب نتنياهو في منطقة الكرياه بالقوة"، ويقول أحد الشهود إنَّ "الوضع كان على بُعد لحظات من نشوب شجار كبير يشمل العديد من الأشخاص الموجودين بالمكان، ومن ضمنهم حراس الأمن والمستشارون".
وزاد الموقع: "وسُمِع غالانت خلال هذه الحادثة وهو يخبر وزير الشؤون الاستراتيجية بالحكومة، رون ديرمر، بأنَّه سيُحضِر معه في المرة المقبلة قوة من لواء غولاني من أجل فرض النظام".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن غالانت غادر اجتماع مجلس الوزراء الحربي، السبت الماضي، من جراء منع مدير مكتبه من الحضور، وسط تزايد التوتر داخل المجلس.
ونقلت حينها القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر، أن انسحاب الوزير جاء بعد أن وصل إلى مقر الاجتماع، وتم منع مساعده من الدخول معه، لكنه عندما دخل الغرفة وجد 5 من مساعدي نتنياهو.
وأضاف المصدر أن "نتنياهو قال لغالانت: طالما مساعدي لم يحضر فيجب أن لا يحضر مساعدك، وذلك رغم وجود 5 من موظفيه بالمكان"، وهذا ما دفع وزير الدفاع إلى الانسحاب.
ووفقاً للقناة، فإن نتنياهو يعتقد أن الجيش يقوم بتسريب بعض المعلومات المتعلقة بالمحادثات أو النقاشات الثنائية.
كما ذكر موقع "واللا"، فإن غالانت يمتنع أحياناً عن الرد على اتصالات مكتب نتنياهو لأيام كاملة.
وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية كشفت أن غالانت طالب نتنياهو بعدم "التشويش" على عمله داخل الحكومة.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، نقلاً عن مسؤول أمني إسرائيلي لم تسمه، أن حكومة الحرب الإسرائيلية على وشك الانهيار، ونتنياهو متردد ويضيع الوقت.
وخلال الشهور الأخيرة، تطرق الإعلام الإسرائيلي مراراً إلى خلافات مستمرة بين غالانت ونتنياهو، تتعلق بكيفية إدارة الحرب على قطاع غزة، وما بعد الحرب، إضافة إلى محاولات نتنياهو المتكررة تحميل الجيش مسؤولية الحرب على قطاع غزة.
ويشير العديد من المحللين الإسرائيليين إلى أن كل عضو بمجلس الحرب يفكر في مستقبله السياسي فقط وليس في مصلحة إسرائيل.
وبحسب موقع "واللا"، "لم تبدأ الحرب بين الرجلين الآن. بل هي قائمة منذ عام، منذ الخطاب الذي ألقاه غالانت قبيل تمرير الإصلاحات القضائية، ولاحقاً إقالة غالانت في واحدة من أكثر الخطوات جنوناً في تاريخ الارتجال العالمي".