قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن من دأبوا على توزيع شهادات حسن سلوك بحقوق الإنسان والحريات لا يرون القتل الوحشي للأطفال والنساء طوال 105 أيام في قطاع غزة، لافتاً إلى أن "الغرب اكتفى بمشاهدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه المهووسين بالدماء".
جاء ذلك في كلمة، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، خلال مشاركته في مراسم تسليم 4 سفن جديدة لقوات البحرية التركية في ترسانة ولاية يالوفا غرب البلاد.
أردوغان أوضح أن "الغرب اكتفى بمشاهدة وحشية فوهرر العصر (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وفريقه المهووسين بالدماء والضغينة ضد الشعب الفلسطيني والتي ترقى إلى إبادة جماعية".
وكلمة الفوهرر أو بلفظ دقيق "فيورر" أو "فورر" كلمة ألمانية يقصد بها "القائد"، في السياسة ترتبط هذه الكلمة بالنازي الديكتاتور أدولف هتلر، حاكم ألمانيا النازية.
وأضاف: "نتابع من يقدمون دعماً غير محدود وغير مشروط لحكومة إسرائيل، ويرسلون حاملات طائرات إلى منطقتنا، ونستخلص الدروس".
وبيّن الرئيس التركي أن الذين يغضون الطرف عن المجازر والفظائع التي ترتكبها إسرائيل سيشعرون غداً بالندم الشديد، مضيفاً أن "الذين قتلوا قرابة 25 ألفاً من سكان غزة الأبرياء، معظمهم أطفال ونساء، سيواجهون بالطبع العواقب المدمرة".
كما أوضح أن الدول الغربية والمؤسسات الأمنية الدولية، التي كانت مسألة غزة آخر اختبار سيئ لها "لم تعد تتمتع بأي مصداقية"، لافتاُ إلى أن "الوجوه الفاشية" للمتشدقين بحقوق الإنسان انكشفت.
وقال: "مَن دأبوا على توزيع شهادات حُسن سلوك بحقوق الإنسان والحريات لا يرون القتل الوحشي للأطفال والنساء طوال 105 أيام (في غزة)، ولم يتخذوا ولو خطوة واحدة لمنع الظلم".
إضافة إلى ذلك، أشار أردوغان إلى أن المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن العالمي فشلت في اختبار غزة، وعانت من خسارة خطيرة لسمعتها، مثلما حدث سابقاً في العراق والبوسنة والهرسك وسوريا واليمن وأراكان والصومال وأفغانستان.
وأكد الرئيس التركي أن أنقرة واحدة من أكثر الدول التي ترفع صوتها وتبدي ردود فعل حيال ما يحدث، وتبذل قصارى جهدها فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.
تركيا تنتقد الاحتلال الإسرائيلي
وفي وقت سابق، شددت وزارة الخارجية التركية على أن سبب الكارثة في قطاع غزة ناجم عن التصرفات الإسرائيلية المتجاهلة للمبادئ الأخلاقية. جاء ذلك في تدوينة لمتحدث الخارجية أونجو كتشالي على منصة "إكس".
وأضاف كتشالي: "السبب الحقيقي للكارثة في غزة هو الاحتلال الإسرائيلي وعقليته التوسعية وتصرفاته التي تتجاهل تماماً حقوق الإنسان والقانون الدولي والمبادئ الأخلاقية". وأعرب عن "القلق الكبير إزاء التقارير التي تفيد بأن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل قد ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية".
وأكد أن تركيا تتابع عن كثبٍ القضية المرفوعة ضد إسرائيل بدعوى انتهاكها اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 المستمرة في محكمة العدل الدولية. وشدد على أن مساعي أعضاء الحكومة الإسرائيلية لصرف الانتباه عن جرائمهم ستبوء بالفشل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة "24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت في نزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.