أصيب عدد من الفلسطينيين، الأحد، 14 يناير/كانون الثاني 2024، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على آلاف الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية وصلت إلى مدينة غزة. وأفادت وكالة "الأناضول"، بأن فلسطينيين توجهوا إلى شارع الرشيد في حي تل الهوى، جنوبي مدينة غزة، للحصول على مساعدات غذائية أوصلتها مؤسسات دولية إلى المدينة.
وذكرت أن القوات الإسرائيلية المتمركزة بالمناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة، أطلقت النار بكثافة على الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح مختلفة وأوضحت أن عدداً من الفلسطينيين أصيبوا بكسور ورضوض جراء التدافع بعد إطلاق النار عليهم.
نقص حاد في الأغذية في غزة
يعاني نحو 800 ألف فلسطيني يتواجدون في مدينة غزة ومحافظة شمالي القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه بسبب منع القوات الإسرائيلية وصول المساعدات إلى هذه المناطق.
ووفق الأناضول، فإن شاحنتي مساعدات وصلتا إلى مدينة غزة، الأحد، للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2024 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن الأطفال في قطاع غزة يواجهون تهديداً ثلاثياً مميتاً مع "ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، وتصعيد الأعمال العدائية".
وأضافت يونيسف، في بيان: "قضى آلاف الأطفال بسبب العنف، في حين تستمر الظروف المعيشية للأطفال في التدهور السريع، مع تزايد حالات الإسهال وارتفاع الفقر الغذائي بين الأطفال، مما يزيد من خطر تصاعد وفيات الأطفال".
وأعربت عن مخاوفها جراء "الوضع المتدهور في قضية سوء التغذية الحاد والوفيات، بشكل يتجاوز عتبات المجاعة".
استشهاد 24 ألف فلسطيني في غزة
في حين قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 125 استُشهدوا، وأصيب 265 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل إجمالي عدد القتلى المؤكد منذ بدء الحرب إلى ما يقرب من 24 ألفاً، فضلاً عن أكثر من 60 ألف مصاب.
ومتحدثاً عبر رابط فيديو في مؤتمر عقد في إسطنبول، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي شنه مقاتلو الحركة على بلدات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة، وقالت إسرائيل إنه أدى لمقتل ما يزيد على 1200 واحتجاز نحو 240.
وقال هنية: "نحن لسنا دعاة حروب، نحن دعاة حرية"، مضيفاً أن الهجوم جاء لأسباب، منها الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على قطاع غزة، الذي تديره حماس منذ 2007.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه انتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز على الطرف الجنوبي من القطاع، حيث يحتمي الآن ما يقرب من مليوني شخص بالخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة، بعد أن ركزت المرحلة الأولية على شمال القطاع الذي تقع به مدينة غزة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة، إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة صحفي فلسطيني في شمال قطاع غزة، مما يرفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي إلى أكثر من 100، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي بيان صادر في 16 ديسمبر/كانون الأول، رداً على مقتل صحفي في غزة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "لم ولن يستهدف الصحفيين عمداً".
تجاهل دعوات وقف إطلاق النار
من جانبه يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار، ويقول إن إسرائيل ستستمر في الحرب حتى تحقق النصر الكامل على حماس. غير أن الجيش يقول إن المرحلة التالية من الحرب ستشهد عمليات أكثر دقة وتحديداً تستهدف قادة الحركة ومواقع عسكرية.
وعلى الحدود الشمالية مع لبنان، حيث يقع تبادل مستمر لإطلاق النار، وإن كان على مستوى منخفض، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران، قال الجيش إنه قتل 4 مسلحين حاولوا التسلل عبر الحدود.
وأضاف جيش الاحتلال أن عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت على شمال إسرائيل، وأن أحدها أصاب منزلاً في بلدة كفار يوفال. وقال مسؤولون طبيون إن الهجوم أدى لمقتل امرأة عمرها 76 عاماً وابنها.
وأذكت الحرب في غزة أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية قتلت 3 فلسطينيين، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، في حادثين منفصلين في الخليل وأريحا بالضفة الغربية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن فلسطينيين اثنين كانا يستقلان سيارة اقتحما إحدى نقاط التفتيش التابعة له بالقرب من الخليل، وفتحا النار على القوات التي كانت تطاردهما. وذكر الجيش في بيان أنهما قُتلا بنيران القوات. ولم يصدر تعليق حتى الآن على وفاة الفتى البالغ من العمر 14 عاماً في أريحا.
وفي رفح بجنوب القطاع قالت نانا، وهي طالبة في المدرسة الثانوية تبلغ من العمر 17 عاماً، نزحت من شمال قطاع غزة إن 100 يوم من الحرب "قلبت حياتنا رأساً على عقب". وأضافت: "إحنا بنطالب الاحتلال.. مش بس بوقف الحرب، بل أيضاً بالتعويض عن الضرر النفسي والتشريد والمعاناة اللي عايشينها".
يُذكر أنه وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نفّذت "حماس" هجوماً على مستوطنات غلاف غزة، قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأُصيب حوالي 5431، وأُسر 239 على الأقل. وتقدّر إسرائيل وجود نحو "137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.