أعربت مجموعة من النواب الديمقراطيين اليهود، بمجلس النواب الأمريكي، عن مخاوفهم أمام السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل هرتسوغ، بشأن التصريحات التحريضية التي أدلى بها الوزيران الإسرائيليان القوميان المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وطلبوا منه توضيحاً في اجتماع عُقد الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2024.
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن التصريحات التي يدلي بها الوزيران اليمينيان المتطرفان، خاصةً فيما يتعلق بالحرب في غزة، تسببت في توتر متزايد بين إسرائيل والكثير من حلفائها، وخاصةً إدارة بايدن والنواب الديمقراطيين.
حيث قال سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، في مقابلة أجراها مؤخراً مع وسائل إعلام إسرائيلية، إن على إسرائيل أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني شخص، إلى بلدان أخرى.
فيما أعرب بن غفير، وزير الأمن القومي، عن دعمه لهذه الخطوة، قائلاً إنها ستسمح لإسرائيل بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة.
"لا بد من طردهما من الحكومة"
موقع أكسيوس أشار إلى أن السفير الإسرائيلي هرتسوغ اجتمع مع قرابة 15 نائباً يهودياً من الحزب الديمقراطي، ما بين مؤيدين بشدة لإسرائيل ومنتقدين للحكومة الإسرائيلية، وفقاً لما ذكره ستة نواب حضروا الاجتماع.
في السياق، قالت النائبة جان شاكوفسكي (ديمقراطية من إلينوي) لموقع أكسيوس إن الاستياء من تصريحات الوزيرين "أعرب عنه بالإجماع نواب تقدميون، وكذلك مؤيدون متحمسون لإسرائيل"، وأضافت أن بعض النواب قالوا إنه "لا بد من طردهما من الحكومة".
بدوره، قال النائب براد شنايدر (ديمقراطي من إلينوي) إن تصريحات الوزيرين كانت المحور الأساسي للاجتماع، كما طُرحت كذلك "قائمة كاملة من التصريحات غير الحكيمة لأعضاء الكنيست".
من جانبه، قال النائب غريغ لاندسمان (ديمقراطي من ولاية أوهايو): "تحدثنا معه عن مخاوفنا من تصريحات بعض هؤلاء اليمينيين حول ما سيحدث بعد ذلك في غزة، التي هي جزء من تصريحات بغيضة حقاً".
في حين قال أحد أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي لموقع أكسيوس إن بن غفير يستغل الحرب في غزة لشنّ "حملة سياسية متطرفة"، وبدلاً من كبح جماحه، يلتزم نتنياهو الصمت معظم الوقت لأسباب سياسية داخلية.
"تصريحاتهما تصعّب الأمر علينا"
وفي الاجتماع المذكور، نبَّه المشرعون إلى أن هذه التصريحات لا تضر فقط بالجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف القتال في غزة، ولكن أيضاً بالرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل.
إذ قال النائب ستيف كوهين (ديمقراطي من ولاية تينيسي): "هذا لا يدعم موقف إسرائيل بأن هذه الحرب ليست إبادة جماعية، وهو ما لا أظن أنها كذلك. ما يفعله هذان العضوان في الحكومة هو ما يصعّب الأمور علينا نحن من نؤيد إسرائيل بنسبة 100%".
وأشار كوهين إلى أن النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيغان) أضافت إلى سجل الكونغرس جزءاً من قضية جنوب أفريقيا، يقتبس تصريحات وزراء إسرائيليين مثيرة للجدل حول الفلسطينيين.
وقال لاندسمان إن النواب قالوا أيضاً إن "أي شيء يقوض محادثات السلام والعمل على إعادة إعمار غزة يمثل مشكلة، وهذا يشمل تصريحات هذين الوزيرين".
"ما من شيء يمكنني فعله"
في الوقت ذاته، نقل الموقع عن مصدر مطلع على الاجتماع قوله إنه رداً على هذه المخاوف التي أثارها المشرعون، أحالهم السفير إلى تصريح نتنياهو بأن "إسرائيل لا تسعى إلى تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو إعادة احتلال غزة".
وقال ثلاثة نواب لموقع أكسيوس إن هرتسوغ أكد أيضاً أنه يُسمح لبن غفير وسموتريتش بالتحدث بحرية، لكن تصريحاتهما لا تمثل بالضرورة الموقف الرسمي للحكومة.
ولم ترُق للبعض ردود هرتسوغ، حيث قالت شاكوفسكي، وهي واحدة من النواب التقدميين، إنها وزملاءها "بذلوا قصارى جهدهم للحصول على إجابة، ولم يحصلوا عليها".
وأضافت: "كان أقوى مؤيدي إسرائيل يضغطون عليه بشدة، وظل يهز رأسه قائلاً: "ما من شيء يمكنني فعله"".
من جانب آخر، عند سؤال الموقع للسفارة الإسرائيلية عن اللقاء، ردَّت بالقول إن "السفير هرتسوغ يحرص على التواصل بصفة منتظمة مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، كي يظلوا على اطّلاع دائم على السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية، ونحن لا نعلّق على محتوى هذه المناقشات الخاصة".