أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه دون انقطاع. جاء ذلك خلال لقاء الوزيرين، السبت، 6 يناير/كانون الثاني 2024 في إسطنبول، بحسب مصادر دبلوماسية تركية.
وأفادت المصادر أن الوزيرين تناولا المأساة الإنسانية المتواصلة في غزة. وخلال اللقاء، لفت فيدان إلى أن العدوان الإسرائيلي المتزايد يشكل تهديداً للمنطقة بأكملها.
وشدد على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة. كما دعا إلى بدء المفاوضات من أجل حل الدولتين في أقرب وقت ممكن.
فيدان وبلينكن يناقشان حرب غزة
على صعيد آخر، قال فيدان، لبلينكن، إن أنقرة تنتظر من واشنطن البتّ في عملية بيع تركيا مقاتلات "إف-16". وبخصوص عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوضح أن القرار النهائي يعود للبرلمان التركي.
وفي سياق منفصل، لفت فيدان إلى أن تركيا لا ترغب بحدوث توتر في البحر الأسود.
وتطرق إلى الجهود التي تبذلها تركيا لضمان وصول المنتجات الغذائية المنتجة في روسيا وأوكرانيا إلى الأسواق العالمية بشكل آمن.
كما تناول الوزيران المباحثات بين أذربيجان وأرمينيا، وقضايا إقليمية مثل سوريا والعراق.
وذكرت وكالة الأناضول أن اللقاء بين فيدان وبلينكن في قصر وحيد الدين بإسطنبول، استمر قرابة ساعتين.
بلينكن يلتقي أردوغان
في سياق متصل، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما يلتقي برئيس وزراء اليونان السبت، في بداية جولة تستغرق أسبوعاً تهدف إلى تهدئة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
وبدأ بلينكن محادثاته من إسطنبول بالاجتماع مع أردوغان الذي ينتقد بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد خلال المحادثات "ضرورة منع اتساع الصراع وإطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
وأضاف المتحدث أن بلينكن أكد أيضاً ضرورة العمل لإحلال سلام دائم وأوسع نطاقاً في المنطقة يضمن أمن إسرائيل ويدعم إقامة دولة فلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان في وقت سابق الحرب في غزة والأزمة الإنسانية هناك وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية برفقة بلينكن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المسؤولين بالولايات المتحدة أبدوا استياءهم حيال إطالة أمد عملية التصديق، لكنهم الآن واثقون من أن أنقرة ستوافق قريباً على انضمام السويد بعد أن أيَّد البرلمان التركي الطلب، الشهر الماضي.
وأرجأ المشرِّعون الأمريكيون بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لتركيا حتى تصدق على طلب انضمام ستوكهولم إلى الحلف.
وستصبح السويد، التي تقدمت مع فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022، العضو الثاني والثلاثين في الحلف. وانضمت فنلندا العام الماضي.
جولة عربية لبلينكن
تشمل جولة بلينكن دولاً عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، حيث سيوصل رسالة مفادها أن واشنطن لا تريد تصعيداً إقليمياً للصراع في قطاع غزة.
وقال المسؤول الأمريكي الذي يرافق بلينكن في زيارته، إن تركيا ترتبط بعلاقات مع العديد من أطراف الصراع، في إشارة إلى علاقاتها مع إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإن تركيا لا تصنف حماس جماعة إرهابية وتستضيف بعض أعضائها.
وبدأت الحرب عندما شن مسلحو حماس هجوماً على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقاً لما تقوله إسرائيل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل، رداً على ذلك تسبب في مقتل 22722 فلسطينياً. وامتد الصراع إلى الضفة الغربية ولبنان وخطوط الملاحة في البحر الأحمر.