رفع السرية عن دفعة ثالثة من وثائق “جيفري إبستين”.. ضمت مشاهير وتفاصيل جديدة عن الاتجار بالقصّر

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/06 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/06 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
الميلياردير الأمريكي جيفري إبستين/رويترز

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية يوم السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، إنه تم نشر الدفعة الثالثة من الوثائق من دعوى قضائية تتعلق بجيفري إبستين، المدان بالاستغلال الجنسي للأطفال، والذي توفي في السجن قبل أن يواجه المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس الفيدرالية وتتضمن الدفعة الجديدة أكثر من 1300 صفحة، وتأتي بعد مئات الصفحات من الوثائق التي تم الكشف عنها بالفعل يومي الأربعاء والخميس، مع توقع المزيد.

حيث روت موظفة سابقة لدى جيفري إبستين سلسلة من الأشخاص المشهورين والمؤثرين، بمن في ذلك رئيسان سابقان، كانا حول إبستين خلال إفادة عام 2009 التي تم الكشف عنها يوم الجمعة؛ إذ أخبرت أليسي خوان المحامين أنه تناول العشاء مع الرئيس السابق دونالد ترامب في مطبخ منزل إبستين في بالم بيتش والتقى بالرئيس السابق بيل كلينتون على متن طائرة إبستين. وقالت أيضاً إنها التقت بالأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون في منزل بالم بيتش، وفقاً للإفادة.

إبستين
جيفري إبستين، وبيل ريتشاردسون، سفير واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة، والمحامي آلان ديرشوفيتز – رويترز

ملكات جمال وفائز بجائزة نوبل في قوائم جيفري إبستين

قالت أليسي خوان أيضاً إنها التقت بملكات جمال أجانب وفائز لم تذكر اسمه بجائزة نوبل في الكيمياء، وفقاً للوثيقة، وتحدثت أليسي أيضاً عن الفتيات اللاتي حضرن إلى المنزل لتقديم جلسات تدليك لإبستين، وأجابت أليسي على أسئلة حول فتاة كان عمرها أقل من 18 عاماً، وكان اسمها لا يزال محجوباً بالوثائق المرفوع عنها السرية، قائلة إن والدتها كانت ترافقها أحياناً إلى منزل إبستين، وفيما يتعلق بالدفع، قال أليسي: "حصل الجميع على 100 دولار في الساعة".

الساحر الشهير، ديفيد كوبرفيلد، كان أيضاً من بين الرجال البارزين الذين تم تحديدهم كأصدقاء لإبستين؛ إذ ذكر اسم كوبرفيلد بالوثائق التي صدرت الجمعة لإحدى موظفات إبستين آنذاك، سارة كيلين، وسأل محامي المدعين عن علاقة إبستين بالساحر وعما إذا كانا يقومان بتجنيد الفتيات لبعضهما البعض، وتساءل المحامي عما إذا كان كوبرفيلد يعطي تذاكر لإبستين ليقدمها للفتيات عندما يؤدي العروض وما إذا كانت الفتيات قد دعين وراء الكواليس بعد العروض.

لجميع الأسئلة، استندت كيلين على حقها في التعديل الخامس ورفضت الإجابة على السؤال، تمت تسمية كوبرفيلد أيضاً في وثائق عام 2016 التي صدرت، الأربعاء، من قبل امرأة قامت بتدليك إبستين لسنوات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقالت إنها التقت بالساحر خلال مأدبة عشاء في مقر إقامة إبستين في بالم بيتش وشهدت بأن ملاحظتها كانت أنهما صديقان وتواصلت CNN مع ممثلي كوبرفيلد للتعليق.

هارفي وينشتاين في القائمة

يظهر اسم قطب السينما المشين، هارفي وينشتاين، في مذكرة مكتوبة بخط اليد عام 2005 تركت لإبستين أيضاً، يبدو أن المذكرة المكتوبة بخط اليد، المؤرخة في 1 مارس/ آذار 2005، هي رسالة هاتفية تركت لإبستين حاول فيها وينشتاين الاتصال بإبستين في ذلك الصباح. وجاء في الرسالة: "لقد كانت على الهاتف مع السيد هارفي وينشتاين". وقد تم تضمينها ضمن ما يقرب من 200 رسالة هاتفية مكتوبة.

وكتب براد إدواردز، محامي جيوفري في وقت ما، كتاباً بعنوان "مطاردة لا هوادة فيها: كفاحي من أجل ضحايا جيفري إبستين"، صدر عام 2020، يناقش فيه تورط وينشتاين في عالم إبستين. وكتب إدواردز أن إبستين أخبر إحدى الضحايا أنه سيقدمها إلى وينشتاين. وفي مقتطف آخر، كتب إدواردز أن إبستين أنهى علاقته مع وينشتاين بعد أن تصرف بعدوانية شديدة مع إحدى "فتياته المفضلات"، لا يوجد أي دليل على ارتكاب وينشتاين أي مخالفات فيما يتعلق بإبستين في الوثائق. وتواصلت CNN مع محامي وينشتاين.

ولا يزال وينشتاين (71 عاماً) في السجن بعد إدانته بتهم جرائم جنسية في نيويورك وكاليفورنيا مرتبطة بمزاعم بأنه استخدم نفوذه لجذب النساء إلى اجتماعات خاصة والاعتداء عليهن ثم إسكات أي اتهامات.

اتهامات باستغلال الأطفال

في جزء تم الكشف عنه حديثاً من إفادة المتهمة ناديا مارسينكوفا، يسأل المحامي ديفيد ياريما مارسينكوفا: "هل كنت مع جيفري إبستين في عيد ميلاده عندما أرسل إليه أحد أصدقائه -12 عاماً- آسف، ثلاثة أطفال يبلغون من العمر 12 عاماً لأغراض جيفري إبستين يعتدي عليهم جنسياً؟" ثم سأل إذا كان "هؤلاء الأطفال الثلاثة البالغون من العمر 12 عاماً كانوا من فرنسا. هل أرسلهم إليه في عيد ميلاده جان لوك برونيل أم شخص آخر؟" لتلجأ مارسينكوفا للتعديل الخامس لعدم الإجابة على هذا السؤال وكذلك طوال شهادتها، والتي تتضمن العديد من الأسماء التي لا تزال منقحة.

في حين توفي برونيل، عارض الأزياء الفرنسي، في زنزانة السجن عام 2022 أثناء التحقيق معه من قبل السلطات الفرنسية بسبب علاقاته بإبستين، وروت فيرجينيا جيوفري أيضاً قصة إرسال أطفال يبلغون من العمر 12 عاماً إلى إبستين في شهادتها أمام المحكمة، تضمنت إصدارات الوثائق السابقة معلومات حول شركاء إبستين ومتهميه، رغم أن الكثير من المعلومات قد تم الإبلاغ عنها مسبقاً من قبل وسائل الإعلام المختلفة أو تم الكشف عنها من خلال إجراءات قضائية أخرى.

قضية إبستين وماكسويل

تعود بدايات قضية إبستين، إلى العام 2005، حينما اتصلت امرأة بالشرطة، وقدمت بلاغاً قالت فيه إن ابنة زوجها -البالغة من العمر آنذاك 14 عاماً- تعرضت لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي بالم بيتش، بولاية فلوريدا.  

خلال تحقيق الشرطة، أكدت الفتاة أن رجلاً ذا شعر رمادي طلب منها تدليك جسده وأمرها بخلع ملابسها، وعندما عرضت الشرطة مجموعة صور عليها لأثرياء بالمنطقة، تعرفت الفتاة على إبستين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC

تقارير أشارت إليها BBC، تحدثت عن وجود مئات الفتيات، بينهن عدد كبير من القاصرات وغالبيتهن من أسر فقيرة ومفككة ويتيمات، وأنه كان يتم منحهن ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة. 

واتُّهِمَ إبستين بدفع الأموال للفتيات القاصرات (أقل من 18 عاماً) من أجل ممارسة الأعمال الجنسية داخل قصوره في مانهاتن وفلوريدا بين عامي 2002 و2005، وحُكم عليه عام 2008 بالسجن 18 شهراً. 

حصل إبستين على هذا الحكم المخفف، بعدما توصَّل لاتفاق مثير للجدل بشأن عقوبته، التي كادت أن تصل إلى السجن مدى الحياة، وأبرم الاتفاق حينها مع المدعي العام في فلوريدا وقتها ألكسندر أكوستا، وأقرَّ في الاتفاق بذنبه في الاستعانة بخدمات قاصرات؛ مما سمح له بتقصير عقوبته إلى 13 شهراً، والاستفادة من تسهيلات.

وفي العام 2015 رفعت جيوفري دعوى قضائية حول الانتهاكات الجنسية، وتمت تسويتها في العام 2016، قبل أن تعود صحيفة "ميامي هيراليد" من فتح القضية مجدداً، الأمر الذي قاد لاعتقال إبستين في العام 2019، وتم سجنه قبل أن يعثر عليها مشنوقاً داخل زنزانته. 

كذلك أُدينت ماكسويل في العام 2022 بالسجن لمدة 20 عاماً، بتهمة "الاتجار بالجنس"، وتهم أخرى متعلقة بمساعدتها لإبستين في الاعتداء الجنسي على فتيات ومراهقات، بحسب موقع Axios الأمريكي. 

تحميل المزيد