كشفت وسائل إعلام تركية، الخميس 4 يناير/كانون الثاني 2024، نتائج التحقيقات الأولية بحق عشرات من المتهمين بالتعامل مع جهاز الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي التركية، بعد إلقاء القبض عليهم في حملة أمنية شملت 8 ولايات، وأسفرت عن اعتقال 33 شخصاً من أصل 46 مشتبهاً بهم.
حيث أفادت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة، أنها توصلت إلى تفاصيل عملية "الخلد" التي نفذها جهاز الاستخبارات التركي "MİT" قبل أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أن الموساد "حاول استخدام اللاجئين في العمليات التي خطط لتنفيذها داخل تركيا"، دون مزيد من التفاصيل.
طرق "مخادعة"
وأوضحت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تجنّد الأشخاص عبر إرسال روابط أو إعلانات لا تحمل تفاصيل، ثم تبدأ باختيار الأشخاص المناسبين للعمل معها كعملاء من داخل تركيا، وكي لا يشعر هؤلاء الأشخاص بتأنيب الضمير أو الشعور بالخيانة، كان الموساد يدفع لهم النقود بشكل منتظم.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملاء الموساد الذين لم يتمكنوا من دخول تركيا، كانوا يستضيفون العملاء الجدد في فنادق فاخرة خارج تركيا، ويعقدون الاجتماعات معهم هناك، كما يقدمون لهم معلومات وتدريباً بشأن التتبع والمراقبة والتوثيق بالصور وإعداد التقارير.
ونقلاً عن الصحيفة، فإن الموساد لم يكن يتواصل مع عملائه داخل تركيا إلا من خلال الكتابة فقط، بينما كان يرسل لهم النقود عن طريق أشخاص ويسلمها لهم باليد.
وأشارت إلى أن الموساد كان يحاول إخفاء مسار أمواله التي يحولها إلى تركيا، وذلك عبر استخدام العملات المشفرة أو نظام التحويل، لافتة إلى أن الأشخاص الذين كان يستخدمهم لتحويل الأموال تم تجنيدهم من خلال إعلانات وصلت إليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
100 دولار مقابل كل صورة
وفق التحقيقات الأولية التي أشارت لها الصحيفة، فقد طلب الموساد من عملائه في تركيا تحديد عناوين العائلات الفلسطينية المقيمة في تركيا وملاحقتهم وتصويرهم، مشيرة إلى أنه مقابل كل صورة ملتقطة كان يحصل العملاء على مبلغ 100 دولار.
إلى جانب ذلك، كان الموساد يكافئ عملاءه بمبالغ كبيرة في حال تمكنوا من كشف العناوين الخاصة بالإنترنت والأجهزة (IP)، والوصول لكلمات مرور الـ"Wi-Fi" أو اختراق كاميرات المراقبة الموجودة في المناطق المستهدفة وما شابه.
في الوقت ذاته، كشفت التحقيقات أن إحدى المهام التي كان الموساد الإسرائيلي يخطط لها، هي تهريب البشر والبضائع إلى تركيا عبر الحدود الإيرانية والعراقية لاستخدامها من أجل عملياته داخل الأراضي التركية.
والثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني الحالي، أوقفت السلطات التركية 33 شخصاً للاشتباه بتنفيذهم أنشطة "تجسس دولية" لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
وجاءت التوقيفات بعملية أمنية في 8 ولايات، في إطار تحقيقات أطلقها مكتب الإرهاب والجرائم المنظمة في النيابة العامة بإسطنبول ضد 46 مشتبهاً به، فيما أشارت وكالة الأناضول إلى أن قوات الأمن لا تزال تواصل البحث عن 13 شخصاً آخرين مشتبهاً بهم.
يُذكر أنه خلال شهر يوليو/تموز الماضي، فككت الاستخبارات التركية خلية تجسس أخرى تابعة للموساد الإسرائيلي، ضمت عدداً من الأتراك والعرب، كانت تستهدف عدداً من الأجانب الذين يقيمون في تركيا.