أعلن الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير، الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، أنهم لن يدعموا تهجير الاحتلال القسري لسكان غزة، في وقت نددت وزارة الخارجية الأمريكية بتصريحات الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الداعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ووصفتها بأنها "تحريضية وتفتقر للمسؤولية".
وبشأن موقف فرنسا حيال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين قال دي ريفيير إن بلاده تعارض بشكل صريح التهجير القسري للسكان بشكل عام، بما في ذلك في غزة.
تهجير الفلسطينيين "فكرة سخيفة"
وأضاف: "لن ندعم التهجير القسري للناس في غزة، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة، هدفنا هو ضمان استمرار الفلسطينيين في العيش هناك بأمان وفي ظل ظروف جيدة".
كما ذكر دي ريفيير أن أفكاراً مثل إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة غزة وإعادة استعمارها هي أفكار "سخيفة"، مضيفاً أن "الشيء المهم هو إنهاء العملية العسكرية".
ورأى دي ريفيير أن الاحتلال الإسرائيلي يمكنه استهداف عناصر عسكرية كما سمّاها، لكن يجب تجنب المدنيين، وأضاف: "يجب أن يتمكن الشعب الفلسطيني من العيش بسلام دون التعرض للقصف في منازله، ويجب عدم استهداف المدارس والمستشفيات".
وفيما يتعلق بالادعاءات بأن حماس تستخدم المدنيين والمدارس كدروع، قال ريفيير: "هذا صحيح، ولكن إذا كان هناك أي شك فلا ينبغي قصف تلك المدرسة".
كما شدد دي ريفيير على ضرورة حماية المدنيين، وقال: "هناك مليونا مدني في غزة، وليس مليوني إرهابي. لا مشكلة في استهداف الإرهابيين، لكن لا يمكنك استهداف المدنيين، يجب أن ينتهي القصف العشوائي".
وكان وزير المالية لدى الاحتلال سموتريتش، وهو أحد كبار أعضاء الائتلاف اليميني الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد دعا سكان غزة لمغادرة القطاع المحاصر لإفساح المجال للإسرائيليين الذين يمكنهم "تحقيق الازدهار في الصحراء".
فيما هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد وصفها لتصريحاته بشأن تهجير سكان غزة بـ "غير المسؤولة"، قائلاً "لسنا نجمة أخرى على العلم الأمريكي".
واعتبر بن غفير أن "هجرة مئات الآلاف من القطاع ستسمح لسكان غلاف غزة (المستوطنات المتاخمة) بالعودة إلى ديارهم والعيش في أمان، وتحافظ على جنود الجيش الإسرائيلي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الثلاثاء 22 ألفاً و185 قتيلاً و57 ألفاً و35 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.