حذر الأردن وقطر، السبت، 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، من "أجندات متطرفة" للحكومة الإسرائيلية، تهدف إلى إطالة مدة حكمها باستمرار حربها على غزة، وفتح جبهة أخرى مع لبنان، وذلك خلال لقاء جمع وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في الدوحة.
في الوقت نفسه دعت حركة "حماس" اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات المعنية بحقوق الأسرى إلى "الضغط" على إسرائيل لكشف مصير مئات الفلسطينيين المعتقلين في قطاع غزة، فيما شهدت غزة استعار حدة الاشتباكات بين الاحتلال والمقاومة.
بيان وزارة الخارجية الأردنية ذكر أن محادثات الصفدي ومحمد بن عبد الرحمن "تمحورت حول سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". وفي اللقاء، "حذر الوزيران من الأجندات المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية التي تستمر في عدوانها الذي يدمر غزة منهجياً لمنع عودة أهلها إلى بيوتهم، وإعادة الاحتلال العسكري لأجزاء كبيرة منها"، وفق البيان.
وأوضح البيان أن الحكومة الإسرائيلية "تريد تفجير الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفتح جبهة مع لبنان لإطالة مدة بقائها".
وأكد الوزيران "ضرورة الوقف الفوري للعدوان على غزة، وما يسببه من قتل ودمار، وما يحمله من خطر حقيقي لتوسع الصراع وتمدده". وشدّدا على "ضرورة اتخاذ مجلس الأمن قراراً ملزماً لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وفرض إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومُستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة".
تحذيرات من حرمان أهل غزة من الطعام
حذر الصفدي ومحمد بن عبد الرحمن من "التداعيات الكارثية لاستمرار حرمان الفلسطينيين من حقهم في الغذاء والماء والدواء، ومن انهيار البنية الصحية التحتية"، معبرين عن "رفضهما تهجير الفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية وخارجها جريمة حرب".
كما أعلن وزيرا خارجية الأردن وقطر "رفضهما التعامل مع أي مقاربة مستقبلية تفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس الشرقية".
واعتبر الوزيران أنه "لا أمن ولا استقرار شاملين في المنطقة، دون انتهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
وأدانا "الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في بيت لحم، والتي تمثل انتهاكاً فاضحاً للحق في حرية العبادة، وتحرم أكثرية المسلمين والمسيحيين في فلسطين من أداء شعائرهم الدينية"، وفق البيان ذاته.
وصباح السبت، بدأ الصفدي زيارة عمل إلى الدوحة، قالت الخارجية الأردنية في منشور على منصة "إكس"، إنها تأتي "في إطار عملية التنسيق والتشاور المستمرة لتكثيف الجهود المستهدفة وقف الحرب المستعرة على غزة".
حماس تدعو للكشف عن مصير مئات المعتقلين
في سياق موازٍ دعت حركة حماس المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى توثيق المجازر المروعة والإعدامات الميدانية بحق المئات من أبناء الشعب الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت الحركة، في بيان لها، السبت، بتوثيق المجازر خصوصاً في مدينة غزة وبلدة جباليا، حيث تعرضت تلك المنطقتان على وجه التحديد إلى إبادة ممنهجة عبر تدمير كافة مناحي الحياة.
ودعت الحركة لرفع هذه الجرائم والفظائع إلى المحاكم الجنائية المختصة حول العالم، تمهيداً لمحاكمة قادة الصهاينة المجرمين على ما ارتكبوه من فظائع يندى لها جبين الإنسانية.
كما طالب الحركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بمتابعة أوضاع وحقوق الأسرى إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية ومتابعة وتسليط الضوء على ما يتعرض له أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني من انتهاكات، وتعذيب ممنهج.
وقالت في بيان: "ندعوها للضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني من أجل الكشف عن مصير مئات الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيشهم المجرم من قطاع غزة، ويخفيهم قسرياً في سجونه دون معرفة أية معلومات عن أوضاعهم وظروف احتجازهم".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الجمعة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 20 ألفاً و57 شهيداً، و53 ألفاً و320 مصاباً.
وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال يواصل قصفه لمناطق متفرقة من القطاع، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى. وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إلى أن 390 مواطناً استشهدوا، وأصيب 734 آخرين جراء غارات الاحتلال على القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
قرار دولي بإدخال مساعدات لغزة
في حين أقرّ مجلس الأمن بالأغلبية مشروع قرار دولي بشأن توسيع نطاق المساعدات المقدمة إلى غزة، داعياً إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتهيئة الظروف لوقف مُستدام للأعمال القتالية في القطاع.
واعتمد مجلس الأمن القرار الذي حمل رقم 2722، وذلك بموافقة 13 عضواً، فيما امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت.
من جهتها، اعتبرت حركة حماس قرار مجلس الأمن الدولي خطوة غير كافية ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية في القطاع.
في الوقت نفسه اشتبكت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، السبت، في شمال قطاع غزة، حيث تسعى لفرض سيطرتها الكاملة حتى تتمكن من التركيز على الجنوب.
جاء ذلك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً دعا فيه لزيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.
وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا شمال القطاع التي تضم أيضاً أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها تخوض قتالاً مع القوات الإسرائيلية في المنطقة. وأضافت أنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية ما أدى لمقتل أو إصابة أفراد طواقمها بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذا التقرير بشكل مستقل.
وتأكد مقتل ما يقرب من 20 ألفاً من سكان غزة خلال الصراع المستمر منذ 11 أسبوعاً، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً.
مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين في غزة
تقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ أن شنت هجومها البري في 20 أكتوبر/تشرين الأول رداً على هجوم مسلحي حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.
وجاء في البيان: "خلال نشاط العمليات المشتركة، وجّهت القوات البرية والمخابراتية التابعة للجيش الإسرائيلي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين".
ونشر الجيش أيضاً مقطعاً مصوراً قال إنه يظهر أنفاقاً لحماس في منطقة عيسى. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من موقع أو وقت التصوير. وتتهم إسرائيل الحركة بحفر أنفاق وتأسيس منشآت عسكرية أخرى في المناطق التي يقطنها المدنيون لاستخدامهم دروعاً بشرية وهو ما تنفيه حماس.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، إن قواته حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 18 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في غارة جوية على منزل في النصيرات وسط قطاع غزة في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، هم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنان من أقاربه.
ووفقاً للجنة حماية الصحفيين، ارتفع بذلك عدد الصحفيين الذين قتلوا في الصراع إلى 69 على الأقل.
وعبر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لمقتل مدنيين لكنه حمّل مسؤولية ذلك لحركة حماس المدعومة من إيران. ويقول الجيش إن إسرائيل لن تكون بمأمن إلا بعد القضاء على حماس.
ودوّت صفارات الإنذار لتحذر من هجمات صاروخية محتملة من غزة في أنحاء جنوب إسرائيل اليوم السبت للمرة الأولى منذ نحو يومين.
يذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.