قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الجيش يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية.
ونقلت الهيئة عن مصادر لم تسمها، أن "المرحلة الثالثة تشمل إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح قوات الاحتياط، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة".
وزعمت الهيئة أن الجيش "سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة في المضي قدماً بمنطقة جنوب القطاع".
وتشير إحصاءات الجيش الإسرائيلي إلى إصابة 784 ضابطاً وجندياً، منذ بدء الحرب البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستناداً إلى المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني للجيش والتي اطلعت عليها "الأناضول"، فإن من بين الجرحى 179 إصاباتهم خطيرة، و302 متوسطة، و303 طفيفة.
والخميس، قال موقع "واللا" الإخباري والقناة "12" الإسرائيلية: "بعد أكثر من 70 يوماً في غزة، وسقوط 44 مقاتلاً منه، غادر مقاتلو لواء غولاني قطاع غزة لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام".
موقف السنوار
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية كذلك، إن رئيس حركة "حماس" في غزة يحيي السنوار، لديه "خطة منظمة" لإنهاء الحرب الجارية في القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقاً للهيئة العبرية، زعم المصدر أن "السنوار يعمل على افتراض أن الهدنة الأولى لم تأتِ بنتائج مُرضية لصالح حماس، ولذلك فهو يصر على انسحاب إسرائيلي من الأحياء المحتلة بغزة، ووقف طويل لإطلاق النار".
وأشار المصدر إلى أن مطالب السنوار، في إطار الخطة المذكورة، "أكثر بكثير مما تعرضه إسرائيل على حماس".
وأضاف: "السنوار يعتقد أن انسحاب القوات البرية للجيش الإسرائيلي من المدن في شمال وجنوب قطاع غزة، سيحقق استعادة جزئية لقدرته على القيادة والسيطرة على المناطق التي تحتلها بالفعل إسرائيل".
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، وقام بتوسيع مداها بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع حركة "حماس"، في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لتمتد من شمال قطاع غزة نحو مناطق جنوبية كان يدعي في بداية الحرب أنها "آمنة"، ودعا الفلسطينيين إلى النزوح إليها.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية وخاصة، عن اتفاق هدنة محتمل قد يتم إبرامه قريباً بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، يشمل الإفراج عن أسرى من الطرفين، وذلك برعاية مصرية وقطرية.
والخميس، قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب "تدرس تحسين العرض المقدم لحركة حماس فيما يتعلق بهدنة مؤقتة محتملة بين الطرفين، بحيث تشمل وقف إطلاق النار لأكثر من أسبوعين، من أجل إقناع حماس بالإفراج عن مزيد من الرهائن المحتجزين لديها"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تشدد فيه حركة "حماس" على رفضها أي مفاوضات لتبادل أسرى دون وقف كامل لإطلاق النار، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أكثر من مناسبة، أنّ الحرب على غزة "لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها".
ووفق إحصاءات إسرائيلية، أسرت "حماس" نحو 239 شخصاً خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفاً و57 شهيداً و53 ألفاً و320 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.