تراجعت الآليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، من منطقة "تل الزعتر" شمالي قطاع غزة، لتكشف عن العشرات من جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال، فيما تخوض المقاومة اشتباكات ضارية على الأطراف الغربية لمنطقة "جباليا البلد"، في محاولة للتوغل في عمق المنطقة، في الوقت الذي يتواصل القصف الإسرائيلي في جميع أنحاء القطاع.
وأفاد شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية تراجعت من منطقة تل الزعتر ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا، خلال الليلة الماضية، كما ذكر الشهود أنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين بعضهم نساء وأطفال ملقاة بالطرقات، بعد أن قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.
ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة بالطرقات بـ"الفاجعة والمأساة"، حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاءً منها، فيما تحللت أجزاء أخرى.
كما تبيّن بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قام بعمليات تجريف واسعة في محيط وساحات المستشفى الإندونيسي، كما ذكر الشهود.
اشتباكات ضارية
وعلى الجانب الجنوبي لبلدة جباليا تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع الاحتلال الإسرائيلي على الأطراف الغربية لمنطقة "جباليا البلد"، وتحديداً في منطقة "الجرن"، وسط قصف مدفعي وجوي كثيف يشنّه الجيش، وفق الشهود ومصادر محلية.
وذكر الشهود أن قصف الاحتلال الإسرائيلي في الشمال يتركز على منطقة "الجرن"، وسط تعطل لجميع الاتصالات والإنترنت بالمنطقة.
ويعتمد الصحفيون وبعض الفلسطينيين في المناطق التي تنقطع فيها الاتصالات والإنترنت على خطوط اتصالات خلوية إسرائيلية أو دولية، يتمكنون عبرَها من الاتصال بشبكة الإنترنت.
وفي الشمال أيضاً، يواصل جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي حصار مركز طبي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا ومستشفى العودة في البلدة نفسها.
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية محطة "النيل" لتحلية المياه، وهي آخر محطة للمياه مازالت تعمل في مناطق شمالي القطاع.
نقاط التوغل بالشمال وغزة
وفي مناطق الشمال عموماً تواصل دبابات الاحتلال التمركز في محاور التوغل ذاتها، باستثناء التراجع من منطقة "تل الزعتر"، حيث تتواجد في مناطق التوام والكرامة والمخابرات والأمن العام وشارع "الرشيد" (شمالي غرب القطاع) ودوار أبو شرخ، وصولاً لحي الصفطاوي (شمال وسط).
وعلى صعيد مدينة غزة، تُواصل الآليات المدفعية قصفَ الأجزاء الشرقية من حي الشجاعية، إضافةً لشنّ غارات جوية على حي الشيخ رضوان ومناطق متفرقة أخرى من المدينة.
وتتمركز آليات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة على امتداد شارع "الرشيد" (على شاطئ البحر)، وفي شارع أحمد عرابي، وحيَّي الشيخ عجلين وتل الهوى، وشارع 10 (جنوبي غرب المدينة)، والأطراف الغربية والشمالية لمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، إضافةً للأطراف الشمالية لشارع النصر وحي الشيخ رضوان (شمال غرب)، إضافة للأطراف الشمالية من شارعي الجلاء واليرموك (شمال وسط).
كما تتوغل آليات لجيش الاحتلال في منطقة شارع النفق والسنافور في حي التفاح وشرقي حيَّي الشجاعية والزيتون، وجنوبي حي الزيتون أيضاً، وصولاً إلى بلدة جحر الديك (جنوب شرق)، وبلدتَي الزهراء والمغراقة (جنوب غرب)، حسب شهود عيان ومصادر محلية وأمنية فلسطينية.
وسط وجنوب القطاع
وبمناطق وسط القطاع سقط عدد من القتلى والجرحى، في استهداف منزل غربي مدينة دير البلح، فيما شنَّت الطائرات الحربية غاراتٍ مكثفةً على بلدتَي الزهراء والمغراقة، وفق ما أفادت مصادر طبية.
وفي محور جنوبي القطاع يُواصل الاحتلال قصفَ مناطق شرق ووسط مدينة خان يونس، في الذي تشن فيه الطائرات الحربية غاراتٍ على شمالي المدينة.
ووفق مصادر طبية فلسطينية، فإن نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحى وصولوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جرّاء القصف الإسرائيلي للمدينة خلال ساعات الليل وصباح اليوم السبت.