أكدت الفصائل الفلسطينية، في بيان لها، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن هناك قراراً وطنياً فلسطينياً بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلّا بعد وقف شامل للعدوان، وذلك في وقت كشفت فيه تقارير إخبارية عن محادثات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.
وفي وقت سابق، كشفت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن إسرائيل قدمت مقترحاً لإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب في قطاع غزة، مضيفة أن الاقتراح يدور حول وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام. لكن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة -وعلى رأسها حماس- قالت رداً على الاقتراح إن "وقت التهدئة المؤقتة قد انتهى"، حسب ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية.
تفاصيل محادثات الهدنة
فيما كشفت القناة 13 الإسرائيلية تفاصيل محادثات الاتفاق الجديد بين حماس والاحتلال قائلة إن تل أبيب اقترحت صفقة إطلاق 30 إلى 40 أسيراً إسرائيلياً لدى المقاومة في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين، فيما قالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية إن حماس أبلغت الوسطاء رفضها نقاش أي صفقة قبل وقف كامل لإطلاق النار.
بحسب القناة 13، فإن العرض الإسرائيلي يشمل هدنة تمتد من أسبوعين إلى شهر، وانسحاباً جزئياً من بعض المناطق، وقد تشمل تغييراً وترتيبات عسكرية في غزة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إنه لا مشكلة لدى تل أبيب "إن ربطت حماس التغيير العسكري بالصفقة واعتبرته إنجازاً".
ومن جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل اقترحت صفقة جديدة، للإفراج عن الرهائن لكن حركة حماس رفضت مناقشتها دون وقف كامل للعمليات العسكرية وإطلاق النار في قطاع غزة.
وتابعت الهيئة الإسرائيلية أن الصفقة المقدمة من إسرائيل تنص على تمديد أيام الهدنة والإفراج عن معتقلين تصفهم بالخطرين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
إسرائيل تتهيأ لتنازلات
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تهيّئ تل أبيب مواطنيها لاحتمال اتخاذ قرارات صعبة تشمل تقديم تنازلات كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين تصنّفهم "خطِرين"، في إطار التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".
وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت أسبوعاً بين إسرائيل و"حماس"، تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين، وإدخال مساعدات إغاثية قليلة، وكميات وقود محدودة إلى القطاع.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "تناقش إسرائيل مع الوسطاء إطلاق سراح عشرات المختطفين الإسرائيليين، مع إعطاء الأولوية للنساء اللواتي لم يتم إطلاق سراحهنّ بموجب الصفقة السابقة، والمختطفين المسنين الذين أصيبوا في أثناء الأسر والمصابين بأمراض مزمنة".
ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي مُطّلع على تفاصيل المفاوضات، لم تسمّه، قوله: "يجب أن يكون الجمهور الإسرائيلي مستعداً لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الخطِرين".
جرائم الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ76 على التوالي، وسط انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي، فيما أقر بمقتل ثلاثة من جنوده في المعارك الدائرة في القطاع.
وارتفعت حصيلة شهداء العدوان على القطاع إلى 20 ألف شهيد، منهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، في 1700 مجزرة ارتكبها الاحتلال على مدار 76 يوماً في قطاع غزة، وفقاً لما أعلنه مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت آلاف الشهداء ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.