ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن تصويتاً على قرار وقف إطلاق النار في غزة أُجِّل للمرة الثانية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، وسط تقارير تفيد بوجود اختلافات حول السياسات داخل إدارة بايدن.
وفي حين أن الجهود الدبلوماسية وجدت صعوبات في نيويورك في سعيها للوصول إلى هدنة رسمية، كانت هناك مساعٍ جديدة من أجل صفقة تبادل أسرى جديدة كانت ستتضمن هدنة إنسانية قصيرة يتوقف بموجبها القتال من أجل السماح بتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
تغييرات لتجنب فيتو أمريكا
تغير مشروع القرار الأممي الذي صاغته الإمارات، في جهود تستهدف تجنب فيتو أمريكي ثالث منذ بداية الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من شهرين، وبدلاً من المطالبة بـ"وقف أعمال عدائية عاجل ومستدام"، أشار النص المُعدَّل إلى "التعليق العاجل للأعمال العدائية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق، ومن أجل خطوات عاجلة نحو وقف أعمال عدائية مستدام".
وفقاً للمصادر الدبلوماسية يُعتقد أن بعثة الولايات المتحدة في مجلس الأمن تفاوضت على نصٍّ يُمكنها على الأقل أن تمتنع عن التصويت عليه، ولكن عند استشارة واشنطن أُثيرت الاعتراضات، في ظل تقارير تفيد بأن البيت الأبيض اتخذ خطاً أكثر تأييداً لإسرائيل من الخط الذي تتخذه وزارة الخارجية.
تضمنت اعتراضات البيت الأبيض معارضته لأي ذكر لكلمة "وقف" الأعمال العدائية، وأيضاً عدم ارتياحه تجاه بند يجعل الأمم المتحدة مسؤولة عن مراقبة تدفق المساعدات الإنسانية بدون ذكر دور الاحتلال في تفتيش الشاحنات التي تدخل إسرائيل، وغياب مشروع قرار إدانة حماس لشنها عملية طوفان الأقصى.
ومع استمرار المفاوضات بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، أُجّل تصويت على مشروع القرار الذي صاغته الإمارات حتى صباح الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول في أقرب وقت ممكن.
إذ قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نزال نعمل على تسوية طرائق القرار. من المهم بالنسبة لنا أن يعي بقية العالم ما الذي على المحك هنا، وما الذي فعلته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكيف أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه التهديدات"، على حد قوله.
فيما قالت لانا نسيبة، سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة: "في نهاية المطاف، النقطة النهائية هي وقف إطلاق النار، ولكن كما تعرفون لم يُتبنَّ هذا (القرار) مؤخراً، ولذلك علينا أن ننتقل إلى المساحة التي تسمح للعاملين في المجال الإنساني بالعمل بأمان وعلى نطاق واسع".
صفقة تبادل أسرى
وفي غضون ذلك، كانت هناك جهود جديدة في الطريق لإحياء صفقة تبادل الأسرى التي أسفرت عن توقف القتال لمدة أسبوع، في نهاية نوفمبر/تشرين الأول. فقد وُصف اجتماع عُقد الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول، في العاصمة البولندية وارسو، بين رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد ديفيد بارنياع، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، بـ"الإيجابي"، لكنه غير حاسم.
نقلت وكالة Reuters عن مصدر لم تُفصح عنه قوله: "المحادثات كانت إيجابية، مع استكشاف المفاوضين المقترحات المختلفة ومناقشتها، في محاولة لإحراز تقدم في المفاوضات". لكن المصدر أضاف: "ولكن ليست هناك اتفاقية وشيكة متوقعة".
وكان من المنتظر وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى القاهرة الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول، للحديث مع المسؤولين الأمنيين هناك حول صفقة تبادل أسرى، وأكد رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على اهتمام إسرائيل بإحياء صفقة تبادل الأسرى.
في حديثه مع المجلس الأطلسي، وهي مؤسسة فكرية مستقرة في واشنطن، الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول، قال هرتسوغ: "إسرائيل على استعداد للدخول في هدنة إنسانية أخرى والسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية من أجل إعادة الرهائن، ولذلك فإن المسؤولية الكاملة في هذا الموضوع تقع على عاتق السنوار وقومه".
لكن رئيس الاحتلال الإسرائيلي أوضح كذلك أن إسرائيل يمكن أن تفكر في هدنة إنسانية يتوقف بموجبها القتال فقط في سياق تبادل الأسرى، وأضاف أن حماس لو رفضت الصفقة فسوف تواصل إسرائيل هجومها على غزة "بدون قيود".