يستعد رجل يهودي، طرده حزب العمال البريطاني بعد اتهامه بمعاداة السامية، لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الحزب، وزعم ستيفن ماركس أنَّ المعاملة التي تعرّض لها ترقى إلى مستوى التمييز والمضايقة، حسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.
في رسالة سابقة للمقاضاة يقول محامو ستيفن ماركس، إنَّ مسؤولي حزب العمال البريطاني التأديبيين الذين يتعاملون مع قضيته، فشلوا في أخذ ديانته اليهودية ومعتقداته المناهضة للصهيونية في الاعتبار، وفق ما جاء في تقرير الموقع البريطاني الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023.
اتهام ستيفن ماركس بمعاداة السامية
أوقف الحزب ماركس، وهو من أكسفورد وكان عضواً نشطاً في حزب العمال البريطاني لأكثر من 40 عاماً، في يوليو/تموز 2021؛ لتوقيعه عدداً من الرسائل المفتوحة المنشورة على الإنترنت بين عامي 2016 و2018، التي شكَّكت في تقارير معاداة السامية داخل الحزب تحت قيادة جيريمي كوربين.
في رسالة إلى الحزب بعد تعليق عضويته، كتب ماركس: "أجد أنه من غير العادي أن يُطلَب مني الدفاع عن نفسي ضد اتهامات لا أساس لها وعارية من الصحة، بأنني معادٍ للسامية". ومع ذلك، طُرِد ماركس في ديسمبر/كانون الأول 2022، ثم أُخطِر برفض استئنافه في يوليو/تموز.
فيما أُصِيب ماركس "بالصدمة والحزن" بسبب هذه الخطوة، حسبما كتب محاموه، من شركة Bindmans، في رسالة أُرسِلَت إلى وحدة الحوكمة والشؤون القانونية في حزب العمال في وقت سابق من هذا الشهر. وجاء في الرسالة: "اتهامه بمعاداة السامية أمر بغيض بالنسبة له".
أضافت: "لا يزال ماركس مصدوماً من حقيقة أن كونه يهودياً لم يكن لها أي دور في قرار حزب العمال البريطاني". ويزعم ماركس أنه تعرّض للتمييز من حزب العمال؛ لأنه فشل عند التعامل مع قضيته في أخذ يهوديته ومعتقداته المعادية للصهيونية في الاعتبار.
كما يقول محاموه إنه كان ينبغي اعتبار كليهما "خصائص محمية" -لأنها تخص العرق والمعتقد الفلسفي – بموجب قانون المساواة في المملكة المتحدة.
فيما تصف الرسالة ماركس بأنه "ناشط، قضى حياته في مناهضة العنصرية" وتشكلت آراؤه من خلال "وعيه بما حدث لعائلته وغيرهم من اليهود في المحرقة"، وتجربته أثناء دراسته في الجامعة العبرية في القدس.
تقول الرسالة أيضاً: "خلال هذا الوقت، صاغ عميلنا اعتقاده، استناداً إلى التاريخ الصهيوني المبكر، بأنَّ الصهيونية هي مشروع استعماري ولا تتوافق مع آرائه المناهضة للعنصرية. موكلنا يعتقد أن الصهيونية السياسية هي مسعى عنصري".
قمع بسبب الحرب على غزة
قال ماركس لموقع Middle East Eye إنه يعتقد أنَّ قضيته لها آثار مهمة على الحزب بسبب الانقسامات الداخلية الحالية حول رفض رئيس حزب العمال البريطاني الحالي كيير ستارمر دعم وقف إطلاق النار في غزة.
أضاف ماركس: "تشهد جميع أنحاء البلاد حملة قمع ضد الأشخاص الذين يرفضون موقف ستارمر بشأن وقف إطلاق النار، وهذا يمتد إلى ما هو أبعد من الأشخاص الذين يمكن وصفهم بأنهم موالون لجيريمي كوربين".
كما حذر من أنَّ موقف الحزب من إسرائيل والحرب على غزة ستكون له عواقب سياسية، مستشهداً باستقالات 10 أعضاء في مجلس مدينة أكسفورد من الحزب، وكيف أضرّ ذلك بسيطرة الحزب على مجلس المدينة، وبالبيان الصادر من 4 مساجد في المدينة التي حذّرت من أنَّ حزب العمال لا ينبغي أن يعتبر دعم المجتمع المسلم المحلي بأنه أمر مُسلَّم به.
كما استقال ما لا يقل عن 50 عضواً في المجالس على مستوى البلاد من حزب العمال البريطاني احتجاجاً على موقف ستارمر، بينما استقال عدد من أعضاء الحزب من مناصبهم الشهر الماضي من أجل الانضمام إلى 56 نائباً يتحدون موقف الحزب ويؤيدون التصويت في البرلمان لصالح وقف إطلاق النار.
قال ماركس: "سمعت أنَّ هذه القضية تثار بازدياد داخل الحزب". وبحسب الرسالة، يسعى ماركس إلى استعادة عضويته في حزب العمال، واعتذار من الحزب "لتلميحه بأنه معادٍ للسامية"، وتعويض عن الضرر.