وقع عددٌ كبيرٌ من أبرز مثقفي العالم والمسؤولين السابقين في الحكومات على عريضةٍ تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات دبلوماسية لإنهاء ما وصفه الموقعون بـ"الاحتلال المستمر منذ أمد طويل والتعسفي على نحو إجرامي من جانب إسرائيل ضد قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".
كان من ضمن أبرز الشخصيات التي وقعت على العريضة، رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي سابقاً، أحمد داود أوغلو، والرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، والمبعوث الخاص سابقاً للأمم المتحدة لأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك، والأمين العام للجامعة العربية سابقاً، عمرو موسى، ووزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، والناشطة الحقوقية الفلسطينية الأمريكية نورا عريقات، وذلك وفق ما نشره موقع Change.org في تقريره يوم الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023.
حملة ضد انتهاكات إسرائيل في غزة
جاء في العريضة: "في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، استأنفت حكومة إسرائيل حملة الإبادة التي تشنها ضد الفلسطينيين في غزة بعد (هدنة إنسانية) تأخرت بشدة، لكنها كانت قصيرة. وفي قيامها بذلك، تجاهلت إسرائيل احتجاجات الشعوب حول العالم، إضافة إلى المناشدات القوية للشخصيات الأخلاقية والدينية والسياسية حول العالم، من أجل تحويل هدنة تبادل السجناء/الرهائن إلى وقف إطلاق نار دائم".
وأوضح الموقعون أن النية الغالبة كانت تجنب تفاقم المحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة. وأضافت العريضة: "نُصحت إسرائيل باختيار طريق السلام، ليس فقط لأسباب إنسانية، بل أيضاً من أجل تحقيق الأمن والاحترام الحقيقيين لكلٍّ من الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتابعت: "ومع ذلك، تتراكم الجثث مرة أخرى، ولم تعد المنظومة الصحية في غزة قادرة على تقديم العلاج لغالبية المصابين، وتهديدات انتشار المجاعة والمرض تشتد يومياً".
مطالب بمنع أي انتهاكات في المستقبل ضد غزة
قال الموقعون: "في ظل هذه الظروف، لا يطالب هذا الإعلان فقط بإدانة هجوم الإبادة الجماعية الذي تشنه إسرائيل، بل أيضاً باتخاذ تحرك فعال لمنع تكراره بصورة دائمة. نجتمع بسبب إلحاح اللحظة، التي تُلزم مثقفي العالم بالوقوف ضد المحنة المروعة المستمرة للشعب الفلسطيني، وقبل أي شيء، بالمناشدة للتحرك من جانب من هم في السلطة، ومن ثم من لديهم المسؤولية للقيام بذلك. إنّ رفض إسرائيل المستمر لوقف إطلاق النار يفاقم من قلقنا".
وأوضحوا: "الموافقة الجماعية على تصرفات إسرائيل من جانب الأنظمة الديمقراطية الليبرالية الرائدة في العالم الغربي، لا سيما في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تؤكد ألمنا واشمئزازنا. تفخر هذه الحكومات بالالتزام بحكم القانون، ومع ذلك اقتصر دورها لصنع السلام حتى الآن على ممارسة ضغوط العلاقات العامة على إسرائيل من أجل أن تنفذ أفعالها الفادحة بطريقة أكثر حذراً. هذه الخطوات لا تفعل أكثر من أنها تثلم الحواف الأشد حدة لسلوك الإبادة الجماعية في غزة من جانب إسرائيل".
تسليط الضوء على اعتداءات المستوطنين على أهالي الضفة
سلطت العريضة الضوء كذلك على إعطاء المستوطنين الإسرائيليين الضوء الأخضر لارتكاب العنف وتصعيد جهود التطهير العرقي بالضفة الغربية. وقالت: "في ظل هذه الظروف، نحث الحكومات الوطنية على منع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل وإيقافها، لا سيما من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين يجب عليهما أيضاً سحب وجودهما البحري الاستفزازي من شرق البحر الأبيض المتوسط. نحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة على أن يصدرا قراراً بدون تأجيل".
كما قال الموقعون: "وندعم كذلك حق الفلسطينيين غير المشروط، بوصفهم سكان الأرض الأصليين، في إعطاء الموافقة، أو حجبها، على أي حل مقترح يؤثر على كفاحهم الأساسي من أجل التحرير".
واختتم الموقعون على عريضة الإعلان، بقولهم: "نطالب بشكل صريح، بوقف فوري لإطلاق النار، والبدء في مفاوضات دبلوماسية برعاية محترمة ونزيهة، بهدف إنهاء الاحتلال المستمر منذ أمد طويل والتعسفي على نحو إجرامي من جانب إسرائيل ضد قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. يجب أن تحترم هذه العملية الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن تضع في الحسبان بصورة ملائمةٍ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وقد ضمت قائمة الموقعين على العريضة عدداً من أبرز الأساتذة الجامعيين والحقوقيين والمثقفين حول العالم تجاوز 110 شخصيات، من بينها الصحفي الأمريكي الفائز بجائزة بوليتزر ورئيس مكتب الشرق الأوسط لصحيفة The New York Times سابقاً، كريس هيدجز، ووزيرة العدل سابقاً في جنوب أفريقيا والناشطة المناهضة للفصل العنصري، بريجيت ماباندلا، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني سابقاً، وليد جنبلاط، والمفتي العام في جمهورية البوسنة والهرسك سابقاً، مصطفى سيريتش.