عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقترحاً قدمه رئيس الموساد، دافيد برنياع، بأن يسافر مجدداً إلى العاصمة القطرية بهدف إجراء محادثات؛ في محاولة للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى والرهائن مع حركة حماس، بحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية عن ثلاثة مصادر "مطلعة"، مساء الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأشارت القناة 13 في تقريرها، إلى "خلافات في (كابينت الحرب) بشأن مواصلة التحرك الإسرائيلي في ما يتعلق بالمفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن" المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة.
بحسب التقرير، فإن رئيس "المعسكر الوطني"، الوزير بيني غانتس، يرى أن على "إسرائيل تحيّن الفرصة لاستئناف المفاوضات".
في المقابل، يرى رئيس الحكومة، نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، أن على إسرائيل مواصلة الضغط العسكري على فصائل المقاومة في قطاع غزة و"انتظار إشارة من حركة حماس بأنها تريد عقد صفقة جديدة"، يكون ثمنها بالنسبة لإسرائيل مقبولاً وهي إشارة "لم تصل حتى الآن".
من جانبها، أصدرت عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة بياناً عبّرت من خلاله عن "استغرابها" من قرار الحكومة "تأجيل رحلة رئيس الموساد لصياغة مخطط لصفقة تفضي إلى الإفراج عن المحتجزين في غزة"، وطالبت العائلات بتوضيح فوري من رئيس الحكومة وأعضاء "كابينت الحرب"، ودعت إلى تجاوز حالة الجمود في المفاوضات غير المباشرة مع حماس.
وأضافت العائلات في بيانها، أنها "تشعر بأنه في كل مساء تقام مراسم للعبة الروليت الروسية لقتل الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس"، مشددة على استيائها من حالتي "الجمود واللامبالاة"، وتابعت أنها "صدمت بنبأ رفض طلب رئيس الموساد لصياغة اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
وأضافت أن "هذه الرسالة تضاف إلى تجاهل طلبات الأمهات للقاء رئيس الحكومة وطلبات الآباء للقاء وزير الأمن، وحتى الآن لم يتم الرد علينا"، وطالبت العائلات بإطلاعها بشكل فوري على المستجدات في ملف الرهائن "في ظل الركود التام في المفاوضات، فيما يتم إبلاغ الأهالي في كل مساء بمقتل محتجز آخر في الأسر لدى حماس".
وكانت مصادر مصرية قد تحدثت خلال الأيام الماضية، عن "توجه من تل أبيب بطلب وساطة القاهرة والدوحة من أجل إتمام صفقة جديدة للمحتجزين" لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، في إطار هدنة إنسانية جديدة بالقطاع المحاصر، وأشارت التقارير إلى "لقاءات مرتقبة بين إسرائيل ومصر وقطر برعاية أمريكية".
وشهدت هدنة إنسانية بين حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي استمرت أسبوعاً وانتهت في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيلياً، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يشهد كارثة إنسانية مروعة من جراء هجمات الاحتلال.
ولا يزال لدى حركة حماس في غزة 137 محتجزاً، بينهم 126 إسرائيلياً و11 أجنبياً، وفق المعطيات الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 18 ألفاً و608 شهداء و50 ألفاً و594 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر أممية.