يقاتل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في معركته الخاصة لضمان استمراره في منصبه، ويسعى لحشد الدعم من حلفاء سياسيين يمينيين متشددين متشككين بدرجة متزايدة بشأن مستقبله السياسي، في حين يواجه تحديات كبيرة، آخرها الانتقادات التي توجه له من جنود الاحتياط الإسرائيليين، وفق تقرير نشرته صحيفة "THE TIMES" البريطانية.
وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو يحاول الحصول على الدعم داخلياً من خلال إقناع الإسرائيليين بأنه الوحيد القادر على منع تأسيس دولة فلسطينية.
نتنياهو "منبوذ" بين جنود الاحتياط
لكن بقاء نتنياهو في السلطة على المحك، فقد تراجعت شعبية حزبه الليكود في استطلاعات الرأي، ويبدو أن رئيس الوزراء كان "منبوذاً" بين جنود الاحتياط أمس الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول.
ففي خطاب مفتوح نُشر على منصات التواصل الاجتماعي، وصف قدامى محاربي الوحدة 669، الذين كان من المنتظر أن يقابلوا نتنياهو من أجل فرصة التقاط الصور، زيارته المقترحة إلى قاعدة تل نوف الجوية بأنها "بغيضة". وأضافوا: "المقاتلون وأطقم الدعم في الوحدة لا يحتاجون إلى دفعة معنوية من رئيس الوزراء، بل على النقيض، فهذه الزيارات ليس فقط أنها لا تسهم في ذلك، بل إنها كذلك تشتت التركيز العملياتي، وتبدو كما لو أنها استخدام ساخر من أجل العلاقات العامة السياسية".
ومنذ بداية الحرب قبل شهرين، حرص نتنياهو على التقاط الصور مع الجنود على الأقل مرة واحدة أسبوعياً في خطوة تبدو بدرجة متزايدة كحملة انتخابية غير رسمية.
وتقول الصحيفة البريطانية، إن الزيارات يتم تصميمها بحرص، فلا يُسمح لصحفيين بالانضمام، ويجري توزيع الفيديوهات إلى وسائل الإعلام عن طريق مكتب رئيس الوزراء، كما أن عملية اختيار الجنود تتم بعناية.
وتشير التوقعات في المستويات العليا من السياسات الإسرائيلية إلى أنه بمجرد انحسار القتال في غزة سوف تندلع احتجاجات ضخمة تقودها عائلات الأسرى الـ138، الذين لا يزالون محتجزين في القطاع، جنباً إلى جنب مع ضباط الاحتياط داخل إسرائيل.
وقال أحد كبار المستشارين في أحد أحزاب ائتلاف نتنياهو: "بيبي لن يستقيل، ولكن عند تلك المرحلة سيكون هناك هؤلاء داخل ائتلافه الذين لن يكونوا قادرين على مواصلة دعمه".
الكنيست منقسم.. وحملة انتخابية لنتنياهو
وأيد عضو معارض في الكنيست الإسرائيلي هذا الرأي، لافتاً إلى أن "الكنيست منقسم للغاية في تعيين أي شخص آخر رئيساً للوزراء، ولكن من شبه المؤكد ستكون هناك أغلبية لحل الكنيست وعقد انتخابات أخرى".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر في حزب الليكود أن هذه توقعات نتنياهو أيضاً، وأنه كان يخطط بالفعل لرسائل حملته.
وفي المحادثات الخاصة التي سُربت جميعها بسرعة، كان نتنياهو يروج لرسائل أخرى. ففي اجتماع مع أعضاء الكنيست من حزب الليكود، تعهد بأنه "الوحيد فقط القادر على الصمود في وجه مطالب الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنع تأسيس دولة فلسطينية".
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، أكد نتنياهو على دعمه من جانب البيت الأبيض، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل" والولايات المتحدة تختلفان حول ما قد يأتي "بعد حماس".
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، قال خلال اجتماع مغلق مع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، إن "ضحايا 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يساوون ضحايا اتفاقية أوسلو"، في إشارة إلى الاتفاقية التي وُقعت في عام 1993 بين حكومة حزب العمل التي قادها إسحاق رابين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ونجم عنها تأسيس حكم ذاتي فلسطيني محدود في الضفة الغربية وغزة، وأدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية.
وشغل نتنياهو (74 عاماً) منصب رئيس الوزراء على مدى 16 عاماً من أصل 30 عاماً مرت منذ توقيع اتفاقية أوسلو، وليس لديه نية للتنازل عن السلطة طوعاً.
ويعتقد نتنياهو أنه عندما تُعقد الانتخابات التالية فإنه لا يزال قادراً على إقناع الإسرائيليين بأن كل شيء سار على نحو خاطئ في إسرائيل في العقود الثلاثة الماضية، يرجع سببه إلى المنافسين السياسيين والجنرالات.