لوّحت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، بالتصعيد، لدفع الحكومة للعودة إلى مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة "حماس" عبر الوسطاء، وذلك بعدما توقف تبادل الأسرى على أثر انهيار الهدنة المؤقتة واستئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.
كان صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، قد شهد إعلان الاحتلال استئناف الحرب على قطاع غزة، دون أن تترك أفقاً لاستئناف المفاوضات.
العائلات هددت في مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب، بتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، حال عدم الاستجابة لمطلبهم، وقالت إن هناك "136 إسرائيلياً محتجزاً في غزة لدى حركة حماس، وفصائل فلسطينية أخرى".
من جهتها، ذكرت النسخة الإلكترونية من صحيفة "هآرتس" العبرية أن العائلات هددت في مؤتمرها الصحفي "بتنظيم احتجاج مفتوح إذا لم يتم استئناف المفاوضات لعودة الرهائن"، وأشارت الصحيفة إلى أن "العائلات طالبت الحكومة الإسرائيلية بالعودة إلى المفاوضات لتحرير الرهائن".
كذلك نقلت "هآرتس" عن دانييل ليفشيتز، حفيد يوشيفيد ليفشيتز التي أطلقت "حماس" سراحها، وعوديد ليفشيتز، الذي تم أسره أيضاً في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يتم إطلاق سراحه بعد، دعوته أعضاء الحكومة إلى "العودة إلى المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن".
ليفشيتز أشار خلال المؤتمر الصحفي إلى أن "الأهالي سيصعّدون من إجراءاتهم إذا لم يحدث ذلك"، وأضاف مخاطباً الحكومة: "نحثكم على العودة فوراً إلى طاولة المفاوضات دون تأخير وبأي ثمن".
تابع ليفشيتز: "إن عدم مبالاتكم تجاهنا وصمة عار، إذا لم يكن لديكم مصلحة في تمثيلنا (في المفاوضات)، فسنتوجه إلى جهة دولية توافق على ذلك، لن نتوسل لكم، إذا لم يحدث ذلك، سنجلس بدءاً من الساعة 8:00 هذا المساء بالقرب من مقر قيادة الجيش في وزارة الدفاع (تل أبيب) ولن نتحرك من هناك".
تعقيباً على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إنه "من المقرر عقد اجتماع مع العائلات ومجلس الوزراء الحربي يوم الأربعاء، وفي ضوء طلب العائلات، ستتم دراسة إمكانية عقد الاجتماع قبل ذلك الوقت".
وأدى استئناف الحرب إلى بروز مخاوف لدى عائلات الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، لا سيما في ضوء تقارير إسرائيلية بأن "المحتجزين موجودون في خان يونس جنوبي القطاع"، وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الأحد.
بينما لم تعلق حركة "حماس" على الادعاءات الإسرائيلية بشأن أماكن الأسرى حتى ظهر اليوم الإثنين، فإن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري، شدد في تصريحات صحفية، يوم السبت الفائت، على أنه "لا يوجد أي مفاوضات بشأنهم حتى انتهاء الحرب بشكل كامل على قطاع غزة".
بدوره، قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم السبت الماضي، نيابةً عن جهاز "الموساد" فإن المفاوضات مع حماس "وصلت إلى طريق مسدود"، وأشار مكتب نتنياهو، آنذاك، إلى أن المفاوضات أدّت إلى إطلاق سراح 84 طفلاً وامرأة إسرائيليين، إضافة إلى 24 مواطناً أجنبياً من قطاع غزة.
بالمقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية على 7 دفعات، على مدى 7 أيام شهدت هدنة إنسانية في قطاع غزة تخللها إدخال مساعدات إغاثية إلى القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الأحد، 15 ألفاً و523 شهيداً فلسطينياً، و41 ألفاً و316 جريحاً، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.