لمّح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى خلاف مع وزير الدفاع يوآف غالانت، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، وقال نتنياهو إنه اقترح على غالانت عقد مؤتمر صحفي مشترك، وإن غالانت "اختار ما اختار"، في إشارة لرفض وزير الدفاع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي منفرد عقده نتنياهو في اليوم الثاني من استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية يوم الجمعة الماضي، والتي دامت أسبوعاً.
سبق أن ظهر نتنياهو مرات عديدة في مؤتمرات صحفية مشتركة مع غالانت، في ظل حديث عن وجود خلافات مكتومة عميقة بين نتنياهو وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، منذ بدء الحرب.
كان نتنياهو قد حمّل في تغريدة كتبها على حسابه في موقع "إكس"، يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل في توقع هجوم "طوفان الأقصى"، ثم حذف التغريدة بعد تعرضه لانتقادات من داخل الحكومة وخارجها.
نتنياهو كتب حينها في تغريدته، محاولاً التنصل من المسؤولية، أن "جميع أجهزة الأمن، بما في ذلك رئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الشاباك، كانت ترى أن حماس تم ردعها وتريد التوصل إلى تسوية".
قبل ذلك بأيام كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن هناك خلافات بين نتنياهو وكبار المسؤولين في الجيش، بشأن التقييمات والخطط والقرارات.
وفي معرض رده على سؤال، في المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو، حول تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة التي جرت بإسرائيل، قال نتنياهو: "لا نعمل وفق استطلاعات الرأي، ولدي تفويض من الشعب بقيادة البلاد (…) إذا عملنا بهذه الطريقة فلن أكون هنا ليوم واحد".
أما حول ما حققته إسرائيل خلال أسبوع الهدنة فقال نتنياهو: "أعدنا 110 محتجزين وحررنا 86 مواطناً إسرائيلياً، من أطفال ونساء وفتيان وفتيات وأمهات وجدات، فضلاً عن العشرات من المواطنين الأجانب"، وفق قوله.
أضاف أنه "تردد كثيراً قبل اتخاذ قرار التفاوض مع حماس"، والذي جرى برعاية قطرية مصرية حول الهدنة وصفقة التبادل، واستدرك: "لكن في الوقت نفسه عرفت أننا يمكن أن نأخذ العشرات من المحتجزين. لقد أعدنا الكثير، ولكن المهمة لم تكتمل بعد".
كذلك تطرّق نتنياهو في المؤتمر الصحفي إلى استئناف الحرب في غزة، مدعياً أن الجيش "في الـ24 ساعة الماضية دمر 400 هدف لحماس، سنواصل الحرب حتى نحقق جميع أهداف الحرب، وهذا لا يمكن أن يتم دون استمرار المناورة البرية"، على حد قوله.
نتنياهو أوضح أن الحرب في غزة مستمرة حتى تحقيق أهدافها الثلاثة، وهي "القضاء على حماس تماماً، وإعادة جميع المختطفين، وضمان ألا تشكل غزة في المستقبل تهديداً لإسرائيل"، وفق تعبيره، وأشار نتنياهو إلى أن "الحرب طويلة وصعبة أمامنا".
في سياق متصل، هدد نتنياهو "حزب الله" اللبناني بالقول: "إذا ارتكب خطأً ودخل في حرب واسعة فسيخرب لبنان بيده"، وأضاف أن "الأيديولوجية التي تنكر وجود إسرائيل تتقاسمها السلطة الفلسطينية وحماس، ولن نقبل نفس الشيء، يجب أن يتغير".
وفي وقت سابق أمس السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل قائد عسكري كبير في الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واحتجاز جثمانه بقطاع غزة، لترتفع الحصيلة المعلنة لقتلاه منذ بداية الحرب إلى 396 قتيلاً، وفق معطيات الجيش.
كانت قد انتهت عند السابعة من صباح يوم الجمعة الماضي هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول شن حربٍ مدمرة على القطاع، ما تسبب باستشهاد 15207 شهداء فلسطينيين، من بينهم 6150 طفلاً، و4000 امرأة، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.