“أخذونا دروعاً بشرية”.. أطباء بغزة يروون تفاصيل احتجاز الاحتلال لكوادر طبية واستهدافه المرضى والمستشفيات

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/02 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/02 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
قوات الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي بغزة - رويترز

روى طبيب كان يعمل في مستشفى الشفاء في غزة أثناء حصار وقصف المجمع الطبي، كيف استخدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي كرهائن، أثناء اجتياحها للمستشفى، وكيف احتجز الاحتلال مدير المستشفى، وأكثر من 20 عاملاً طبياً آخر من غزة بعد ذلك، كما تحدث أطباء آخرون عن انتهاكات الاحتلال بحق المستشفيات والكوادر الطبية. 

موقع Middle East Eye البريطاني، أفاد الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، بأن أحد الأطباء الفلسطينيين وصف ما حدث بأنه حرب على المستشفيات.

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد أسابيع من القصف المكثف على أكبر مجمع طبي في شمال قطاع غزة، قد طلب إجلاء الموظفين والمرضى إلى الجزء الجنوبي من القطاع، وقُدم هذا الطلب بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.

حين وصلت قافلة من سيارات الإسعاف بقيادة الأمم المتحدة إلى نقطة تفتيش أقامتها قوات الاحتلال على الطريق الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، خضعت للتفتيش والاستجواب طيلة 7 ساعات، قبل أن يُعتقل المدير العام لمجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية مع حوالي 5 أطباء آخرين.

حتى قبل الإخلاء، احتُجز أبو سلمية واستجوبه ضباط إسرائيليون داخل مستشفى الشفاء مرتين.

الطبيب مروان أبو سعدة، الذي تم استجوابه، تحدث لموقع Middle East Eye عن "الساعات المروعة" التي احتجزهم خلالها الجنود الإسرائيليون واستخدموهم كدروع بشرية داخل المستشفى.

أبو سعدة، رئيس قسم الجراحة في مستشفى الشفاء، قال إن "الطائرات الإسرائيلية واصلت قصف المباني والأقسام المختلفة في المستشفى لعدة أيام. وكانت المروحيات تضرب الناس مباشرة، وكان منهم مرضى ونازحون، وقُتل أناس داخل المستشفى".

أضاف أبو سعدة أن قوات الاحتلال حاصرت المستشفى 5 أيام قبل أن تقتحم أقسامه، وأضاف: "احتجزونا في بعض المناطق، وهددونا بالاستهداف، وحين اقتحموا المخازن الأرضية، استخدمونا (الأطباء) كدروع بشرية للدخول إليها وتفتيشها، وعثروا على موظفي الصيانة الفنية هناك واستجوبوهم قبل أن يعتقلوهم".

مسشتفى الشفاء الاحتلال الإسرائيلي
مستشفى الشفاء في غزة/رويترز

أثناء تنقل جنود الاحتلال من قسم إلى آخر، وتفتيشهم مكاتب وغرف المستشفى المختلفة، اصطحبوا معهم عدداً من الأطباء، وقال أبو سعدة: "شعرنا أننا رهائن نُستخدم لحماية الجنود الإسرائيليين. أخذوني أنا والدكتور أبو سلمية واستجوبوا كلينا. ولم يستخدموا العنف معي أو معه، لكنهم استجوبوه مرتين". 

لفت الطبيب أيضاً إلى أن قوات الاحتلال استجوبته هو وأبو سلمية عن وجود أي من أعضاء "حماس" أو رهائن في مكاتب المستشفى، أو إن كانت "حماس" تنفذ أي أنشطة في الشفاء.

أضاف أبو سعدة: "قلنا لا، لأننا لم نرَ أي أعضاء من حماس هناك. حاصرونا في المستشفى 5 أيام، وعشية الهدنة عدت إلى منزلي، وتم إجلاء المرضى وبعض أفراد الطاقم الطبي إلى الجنوب".

الاحتلال يقتل المرضى

وتعمّدت إسرائيل منذ بدء حربها على القطاع، استهداف المرافق والمنشآت الطبية في القطاع، وقصفت قوات الاحتلال مولدات الكهرباء في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، وتعرض المستشفى طيلة أسابيع لقصف جوي ومدفعي أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من أقسامه، واستشهاد وجرح المئات من المرضى والنازحين والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

فضل نعيم، طبيب أمراض النساء وعميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية، والذي شهد الهجمات، قال إن المروحيات الإسرائيلية الرباعية كانت تقتل مرضى ونازحين داخل المستشفى.

أضاف نعيم في تصريح لموقع Middle East Eye: "كانت المروحيات الرباعية تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق رؤوس الناس داخل ساحات المستشفى. وأُطلقت النيران بكثافة على الناس، الكثير من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية استُجوبوا واحتُجزوا. وكل فلسطيني معرض للاعتقال، لكنهم يحتجزون الأطباء تحديداً، ظناً منهم أنهم سيحصلون على معلومات قد تثبت مزاعمهم عن المقاومة، ويحققون معهم للحصول على معلومات وتفاصيل عن أشخاص آخرين".

أكد نعيم أن "الكثير من زملائنا قُتلوا مباشرة. وكل يوم نسمع عن مقتل طبيب آخر. وقُتل أو اعتُقل الكثير من الأطباء الذين كانوا طلابنا في السابق".

الشفاء غزة الاحتلال الإندونيسي
ساحة مستشفى الشفاء في قطاع غزة قبل أن يتم اقتحامه/ رويترز

وفي مستشفى العودة شمال قطاع غزة، قال عدنان راضي، طبيب النساء والتوليد، إن إسرائيل "أعلنت حرباً على مستشفيات القطاع"، وأضاف للموقع البريطاني: "أُسمّي ما يحدث حرباً على المستشفيات، أرادوا شن هذه الحرب على الأطباء. ولكن ثبت كذب كل مزاعم الاحتلال بعد أن اقتحموا وفتشوا مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي".

أضاف راضي: "أقسم بالله أنني لم أرَ مسلحاً واحداً داخل أي مستشفى. ونحن تعرضنا للهجوم وقصف مباشر للمستشفى. لقد دفعنا ثمناً باهظاً لإصرارنا على مواصلة عملنا رغم الهجمات المستمرة، فقدنا زملاء أطباء ومرضى. وتعرض المستشفى للهجوم رغم عدم وجود أي شخص ينتمي إلى الفصائل الفلسطينية بداخله، ولم يكن لدينا حتى نازحون لجأوا إلى المستشفى مثل المستشفيات الأخرى، لم يكن لدينا سوى المرضى ومرافقيهم وخبراء الرعاية الصحية".

لفت راضي إلى أن 4 أطباء ومريضين واثنين من مرافقي المرضى استُشهدوا في قصف إسرائيلي مباشر على أقسام المستشفى، وقال: "هذه حرب كاشفة، حيث كشفت زيف قيم العالم ودعايته عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والخطابات الكاذبة عن حماية الطواقم الطبية والمستشفيات. هذه الحرب كشفت كل شيء".

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فإن الاحتلال يحتجز حالياً ما لا يقل عن 26 عاملاً  في الرعاية الصحية من غزة. 

تحميل المزيد