صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على موازنة ملحقة "غير مسبوقة"، تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، وذلك لتلبية احتياجات الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك وسط انقسام في الآراء داخل المجلس الحربي.
هيئة البث الإسرائيلية ذكرت، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن الحكومة "صادقت على ميزانية جديدة للدولة بمبلغ ثلاثين مليار شيكل حتى نهاية العام الحالي، لتمويل نفقات الحرب".
أضافت الهيئة أن حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، عارض الميزانية، وأشارت إلى أن الوزيرين في حزب "الليكود" -الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو- نير بركات وأوفير أكونيس لم يدعما الميزانية.
كما أوضحت الهيئة أن المحتجين على الميزانية يعارضون استمرار صرف الأموال لمشاريع وخطط الأحزاب المشاركة بالحكومة، على حساب تكاليف الحرب.
كان أوفير جندلمان، متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، قال في تغريدة، الإثنين: "ستطرح اليوم على الحكومة موازنة غير مسبوقة بقدر 30 مليار شيكل من شأنها تلبية جميع احتياجاتنا العسكرية في الدفاع والهجوم، والاعتناء بأسر المختطفين والجرحى والقتلى والمواطنين الذين تم إجلاؤهم".
من جانبه، قال عضو الكنيست، غدعون ساعر، في تعليقه على إقرار الموازنة: "نحن ندخل فترة اقتصادية صعبة للغاية، فيها الكثير من عدم اليقين".
أضاف ساعر: "نحن بحاجة إلى أن تكون لنا القدرة على الاستجابة لنفقات الحرب، سواء الأمنية أو النفقات المدنية المرتبطة بها. ومن ناحية أخرى، يجب علينا تجميد كل ما هو غير مطلوب وضروري. وللأسف، لم يؤخذ ذلك في الحسبان هنا"، بحسب ما أورده موقع "I24 News" الإسرائيلي.
كانت تقارير إسرائيلية ودولية قد أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى تأثيرات ضخمة للحرب في قطاع غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قد استدعت 360 ألف جندي وضابط احتياط منذ بدء الحرب، ما يكلف الحكومة مبالغ كبيرة، وكذلك الاقتصاد بسبب تغيب الذين يخدمون في القوات الاحتياطية عن العمل في الحياة المدنية.
كما أجلَت إسرائيل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نحو ربع مليون مستوطن من جنوب وشمال إسرائيل، وتأويهم حالياً في فنادق وبيوت ضيافة على نفقة الحكومة.
إضافة لذلك تنفق حكومة الاحتلال أموالاً ضخمة على التسلح وتمويل الحرب، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إصدار أدوات دين بقيمة 6 مليارات دولار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة؛ ما تسبب باستشهاد 15 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بينما وصل عدد الجرحى إلى 36 ألفاً، كما تسببت الحرب بإحداث دمار هائل في البنية التحتية، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
كانت فصائل المقاومة قد هاجمت، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مستوطنات غلاف غزة، وقتلت خلال الهجوم أكثر من 1200 إسرائيلي، وأُصيب أكثر من 5 آلاف، وتم أسر نحو 239.