نشرت صحيفة "ذي ماركر" الإسرائيلية تقريراً، الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حول اتساع مقاطعة الباحثين الإسرائيليين في جامعات العالم بسبب حرب غزة؛ إذ عبّر باحثون عن تخوفهم من أن المعارضة والاحتجاجات الواسعة للحرب على القطاع في الأكاديميات في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، ستلحق ضرراً بعملهم فيها وتمنع تقدمهم المهني، وستضر لاحقاً بمجمل مجال الأبحاث الأكاديمية في إسرائيل.
تقرير الصحيفة أشار إلى أن مسؤولين في عالم الأبحاث في إسرائيل باتوا يرصدون "براعم لنبذ باحثين إسرائيليين في عالم الأكاديميات".
ونقلت الصحيفة عن باحث إسرائيلي لديه علاقات أكاديمية في دول أجنبية أن "عالم الأكاديميات والعلوم قام ضدنا، وباحثين شباناً في إسرائيل يخافون من أن ينكَّل بهم ويُمنعوا من الحصول على مِنح لأبحاث وأن يُرفض التعاون معهم".
الباحث الإسرائيلي أضاف أنه "توجد حالات أبلغ فيها باحثون في خارج البلاد نظراءهم في الداخل بوقف التعاون معهم، ورفض نشر مقالات علمية من دون تبرير ذلك. وفي هذا الوضع ستبقى الأبحاث في إسرائيل متخلفة. ولا توفر الجامعات في البلاد إمكانيات كهذه".
"مقاطعة خفية"
من جهتها، قالت رئيسة منظمة Science Abroad، التي تساعد علماء إسرائيل بالعمل في دول أجنبية، البروفيسورة ريفكا كارمي: "إننا نشعر بمقاطعة خفية تشمل رفض قبول وتقييم مقالات لباحثين إسرائيليين، ورفض مقترحات لحضور مؤتمرات في البلاد أو التوقف عن دعوة محاضرين إسرائيليين إلى مؤتمرات في خارج البلاد، وكذلك رفض باحثين فحص سيرة ذاتية لعلماء إسرائيليين من أجل تقدمهم الأكاديمي".
يشار إلى أن الجامعات الإسرائيلية، وخلافا للأخلاقيات الأكاديمية وحرية التعبير، تمارس منذ بداية الحرب على غزة ملاحقة وتنكيلاً شديدين ضد الطلاب العرب فيها، يصلان إلى حد الإبعاد عن الدراسة، والإدلاء بشهادات ضدهم أمام المحاكم، لمجرد أن هؤلاء الطلاب عبروا في الشبكات الاجتماعية عن حزنهم أو صدمتهم من الأعداد الهائلة للشهداء المدنيين، وخاصة الأطفال، من جراء القصف الإسرائيلي على غزة.
في السياق، قال الباحث في قسم العلوم السياسية والسياسة العامة في الجامعة العبرية في القدس، البروفيسور ديفيد ليفي باور، إن "قسماً من المؤسسات في خارج البلاد أوقف إجراءات تقدمهم تحسباً من ألا ينجح الباحثون الإسرائيليون في الحصول على التقييمات الضرورية من أجل تقدمهم. وعلينا أن نفكر في الرد اللائق".
احتمال تراجع قبول الباحثين الإسرائيليين
فيما أشارت المحاضرة في قسم تخطيط المدن والقانون في التخنيون، البروفيسورة راحيل ألترمان، إلى أن "احتمالات قبول باحثين إسرائيليين لبرامج ما بعد الدكتوراه في خارج البلاد تراجعت بعشرات النسب المئوية. وفي مؤسسات الولايات المتحدة سيكون من الصعب العثور على من يوافق على استيعابهم ومواجهة انتقادات، وفي أوروبا لا يوجد حضور كبير لباحثين يهود. وهذا الوضع لا يستهدف الباحثين الشبان فقط، وإنما باحثين كباراً أيضاً ممن يعتقدون أن العلاقات التي أقاموها ستساعدهم".
وحسب ألترمان، فإن "كافة الجمعيات العلمية في مجال أبحاثي رفضت إصدار بيان داعم لإسرائيل (في حربها على غزة)، أو أصدرت بياناً محايداً".
وحسب الصحيفة فإن آلاف الباحثين الإسرائيليين يعملون في دول أجنبية، وبينهم طلاب ما بعد الدكتوراه، ويتعين عليهم الحصول على هذا التأهيل بعد حصولهم على شهادة الدكتوراه، كشرط لاستمرار تقدمهم العلمي واستيعابهم للعمل في الجامعات الإسرائيلية.
ويعتمد التقدم العلمي للباحثين في إسرائيل على علاقات يطورونها مع نظرائهم في مجالات أبحاثهم في دول أجنبية، من خلال العثور على مؤسسة أبحاث توافق على قبولهم للتخصص في مسار ما بعد الدكتوراه، ونشر مقالات مشتركة مع باحثين في دول أجنبية، ونشر مقالات في مجلات علمية رائدة، وفقاً للصحيفة.